مُقدمة: كيف يمكنني دعم مصاب الرهاب الاجتماعي؟ قبل بضع سنوات وبعد ليلة عصيبة جدًا، نظرت إلي ابنتي والدموع في عيني وقولت: “لا أعرف كيف أساعدك، أرغب بشدة في تقديم الدعم لك”أستطيع أن أفهم ألمك، إذا كنت والدًا وكان طفلي يعاني ويحتاج إلى دعم، فسأكون في أمس الحاجة إلى المساعدة، فمن أكبر المشاكل المتعلقة بالأمراض العقلية تتعلق بنقص التوجيه، على عكس المشاكل الجسدية، مثل الخلل في المعدة أو الكسر في العظام، فلا توجد أي تعليمات واضحة لضمان الشفاء من المشاكل النفسية، يمكن للأطباء المتخصصين هنا تقديم الاقتراحات الجيدة لك فقط، لتعتمد عليها في دعم مصاب الرهاب الاجتماعي.إن مسئولية دعم مصاب الرهاب الاجتماعي تقع بشكل أساسي على عاتق المقربين والأحباء، وفي هذا المقال سنتعرف على طرق فعالة لدعم مصاب الرهاب الاجتماعي، وكذلك بعض الطرق التي يمكن أن يعتمد عليها المصاب نفسه وتساعده في العلاج.المحتويات
أمور يجب أن تتوقف عن قولها:
مر الكثير من مصابي القلق الاجتماعي بتجارب مروعة مع الأصدقاء والزملاء، الذين كانوا يحاولون مساعدتهم لكنهم قالوا أشياء خاطئة، ولا يعرف مريض اضطراب الرهاب الاجتماعي كيف ينصحهم بخلاف ذلك، فالقلق الاجتماعي بالتأكيد لا يأتي مع كتاب إرشادي لدعم مصاب الرهاب الاجتماعي.من بعض الأقوال المرفوض استخدامها عندما تحاول دعم مصاب الرهاب الاجتماعي، ما يلي:
أنت حقًا بحاجة إلى تجميع نفسك معًا!
قالت زميلة لصديقتي هذا الأمر عندما وجدتها تبكي في مرحاض العمل في إحدى المناسبات، كانت تعتقد أن أسلوب الحب القاسي سيساعدها في الخروج من هذا الموقف، لكن ذلك لم يساعدها أبدًا بل جعلها تشعر بمزيد من الحرج والإذلال، وأكدت على أنها غريبة الأطوار ولذلك كانت بحاجة لإخفاء حالتها.عند محاولة شخص ما البدء في دعم مصاب الرهاب الاجتماعي، يبدو أن الاستجابة الطبيعية منهم تتلخص في تشجيع المصاب على الهدوء، ومن المفارقات أن هذا يزيد الأمر سوءًا،غير قادر على القيام بذلك فعلًا.
لا تكن سخيفًا، الجميع مشغولون جدًا بحياتهم ولا يمكنهم التركيز عليك
اعتقد أحد الأصدقاء أن الإشارة إلى هذا من شأنه أن يخفف من الأفكار غير المنطقية للمصاب، للأسف لم يحدث ما كان يرغب به، في ذلك الوقت كان المصاب قلق من أن يحكم عليه كل من في الغرفة بشكل سلبي، كنت أعرف في أعماقي أن الناس لم يركزوا عليّ، إلا أن ذلك لم يوقف الأفكار غير المنطقية أبدًا.لذا إذا كنت تحتاج إلى معرفة كيفية دعم مصاب الرهاب الاجتماعي، ابدأ بالتوقف عن قول ذلك له.
لماذا تشعر بالقلق؟
هذا واحد من أكثر الأسئلة إثارة للغضب على الإطلاق بالنسبة لمصابي القلق الاجتماعي، لكن يُطلب من مرضى هذا الاضطراب ذلك الطلب مرة واحدة على الأقل على مر سنوات معاناتهم، إذا كان يعرف المريض سبب شعوره بالقلق الشديد، فبالتأكيد سيتمكن من إيجاد حل لهذا الأمر.السؤال عن السبب يبرز فقط كم أن المريض جاهل بنفسه، وهذا غير صحيح أبدًا، من الطبيعي أن يطرح البشر أسئلة ويحاولون تحديد المشكلة، فنحن نحب حل المشاكل، لكن بالنسبة لمصاب القلق الاجتماعي هو لا يستطيع معرفة السبب.عندما ترغب في دعم مصاب الرهاب الاجتماعي، لا تستخدم مثل هذه التعليقات معه، حاول أن تتعرف على الطرق الصحيحة لدعم مصاب الرهاب الاجتماعي.
طرق دعم مصاب الرهاب الاجتماعي:
فيما يلي خمس طرق يمكنك من خلالها دعم مصاب الرهاب الاجتماعي، وهم:
محاولة تفهم عواطفهم
الشيء الأساسي الذي يجب تذكره هو أن القلق ليس اضطرابًا عقلانيًا، لذلك من المرجح ألا تساعد الاستجابة العقلانية، خاصة خلال لحظة الضيق، بدلًا من ذلك حاول التعامل مع المشاعر وتقبل شعورهم بالقلق، وبدلاً من أن تكون مباشرًا معهم حاول أن تكون صبورًا ولطيفًا، ذكرهم أنه على الرغم من أنهم يشعرون بالضيق الآن، فإن هذا الشعور سوف يزول قريبًا.عند دعم مصاب الرهاب الاجتماعي، تعامل مع الأفكار غير المنطقية واعترف بأنه قلق، على سبيل المثال جرب شيئًا مثل: “يمكنني أن أفهم سبب شعورك بهذه الطريقة، لكن يمكنني أن أؤكد لك أنه ليس حقيقيا وسينتهي قريبًا.”
التركيز على مشاعرهم
إذا كنت ترغب في دعم مصاب الرهاب الاجتماعي، لا تسأله لماذا يشعر بالقلق، بدلًا من ذلك اسأله عن شعوره، شجعه على كتابة قائمة بأعراضه، امنح المصاب مساحة من الوقت ليشعر بالراحة دون مقاطعة، إذا كان يبكي دعه بمفرده ولا توقفه، سوف يخفف هذا من شعورهم بشكل أسرع.
استخدم تقنيات الإلهاء
ربما تقترح التنزه أو قراءة كتاب أو ممارسة لعبة معينة، يقول مصاب بالقلق الاجتماعي “عندما أعاني من قلق شديد، غالبًا ما ألعب أنا وأصدقائي ألعاب الكلمات مثل I Spy أو Alphabet Game”، فهذا يؤدي إلى تشتيت انتباه الدماغ وتمكين المصاب من الهدوء بشكل طبيعي، كما أن هذا ممتع للجميع، يمكنك الاعتماد على هذه الطريقة عند دعم مصاب الرهاب الاجتماعي.
التحلي بالصبر
يعد الصبر فضيلة كبيرة عندما يتعلق الأمر بالرهاب الاجتماعي، حاول ألا تفقد أعصابك أو تنفجر في وجه المصاب، فعندما تكون أنت من يعمل على دعم مصاب الرهاب الاجتماعي، حاول أن تنتظر حتى ينتهي الجزء الأسوأ قبل اتخاذ إجراء أو محاولة مساعدة الشخص في تبرير ما يحدث.
حاول أن تكون مضحكًا
إذا كنت ترغب في دعم مصاب الرهاب الاجتماعي، اعلم أن الضحك يقتل التوتر مثل الماء الذي يقتل النار، عند دعم مصاب الرهاب الاجتماعي من الكيد أن تكون الصديق الرائع الذي يجعله يضحك عندما يكون في محنة، على سبيل المثال، إذا قال المصاب “أشعر أن الجميع يراقبونني”، فمن الجيد أن ترد بشيء مثل”إنهم كذلك، هل يعتقدوا أنك مطرب ما أو شيء من هذا القبيل، يجب أن نغني الآن، ما رأيك!”
نصائح لمصاب القلق الاجتماعي:
يصاب الجميع بالتوتر في مواقف اجتماعية معينة، ولكن إذا كنت مصابًا باضطراب الرهاب الاجتماعي، فقد تكون الأحداث اليومية صعبة للغاية، قد تشعر بالخوف أكثر مما يشعر به الآخرون في التفاعلات الاجتماعية، لكن لا تدع الخوف يمنعك من عيش الحياة على أكمل وجه، جرب هذه النصائح لمساعدتك على الشعور بالتحسن.
تحكم في تنفسك
يمكن أن يسبب القلق تغيرات في جسمك تجعلك غير مرتاح، على سبيل المثال، قد يصبح تنفسك سريعًا جدًا، هذا يمكن أن يجعلك أكثر قلقا، قد تشعر بالتوتر أو الدوار أو الاختناق، يمكن أن تساعدك تقنيات معينة في إبطاء تنفسك وإدارة أعراض اضطراب القلق الأخرى، جرب طرق مثل: التأمل واليوجا.
جرب ممارسة الرياضة أو الاسترخاء التدريجي للعضلات
يمكن أن تساعد ممارسة الرياضة والاسترخاء التدريجي للعضلات أيضًا، كما يمكن أن تساعدك اليوجا أيضًا على الهدوء، حيث يمكنها المساعدة في خفض ضغط الدم ومعدل ضربات القلب، وتساعد في تقليل القلق العام.
التحضير
يمكن أن يساعدك التخطيط المسبق للمواقف الاجتماعية التي تجعلك متوترًا على الشعور بمزيد من الثقة في النفس، قد تشعر بالحاجة إلى تجنب بعض المواقف لأنها تجعلك قلقًا، فبدلاً من ذلك حاول الاستعداد لما هو قادم.دعم مصاب الرهاب الاجتماعي ليس سهلًا، كما هو الحال في تعامل المصاب نفسه مع حالة القلق بالضبط، ولكن بالصبر والحب والتفاهم، هناك الكثير من الطرق التي يمكنك الاعتماد عليها لمساعدته.
ختامــــــــا:- •نحنُ معكم دائماً حدثونا بأي وقت تريدون! ولن نخذلكم أبداً فنحن في خدمتكم علي مدار اليوم! نتمني للوطن العربي #نفسيه_سويه_دائمه شكراً للجمــــــــيع ♥ Relax Group