يعد اضطراب الوسواس القهري إضطراباً نفسياً لا ذهانياً (لاعقلياً) ، وهو احد التصنيفات الفرعيه المندرجه تحت فئات اضطرابات القلق ضمن الدليل التشخيصي والاحصائي الرابع للطب النفسي ..، يتصف هذا الاضطراب بوجود افكار متكرره لا يرغب بها الشخص المصاب وتأتي رغما عنه .. حتى بعد محاولته ابعادها ،أو إيقافها، او التخلص منها ، مما يؤدي ذلك الى ارتفاع مستوى التوتر والقلق لدي الشخص المصاب ، وقيامه ايضا بافعال قهريه لا يستطيع الامتناع عنها . نظراً إلي ان هذه الافعال تقلل من مستوي القلق والتوتر الذي يعكر عليه صفو حياته. وبالتالي هنا يؤثر الوسواس القهري على مجمل حياة الفرد في توازنه وتوافقه النفسي والاجتماعي ومن هنا جاء المقال الحالي ليعرف اكثر دقه هذا الاضطراب من خلال تطرقنا إلي الآتي 1- ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﻮﺳﻮﺍﺱ ﺍﻟﻘﻬﺮﻱ 2- ﻣﺪﻯ ﻧﺴﺒﺔ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭﻩ 3- ﺃﻋﺮﺍﺿﻪ 4- ﺃﺳﺒﺎﺑﻪ 5- علاجه
أولاً تعريف الوسواس القهري:
في البدايه تعريف الوسواس القهري في اللغه: "هو حديث النفس" والتعريف في الاصطلاح: هو أن الوسواس القهري : الوسواس: عباره عن أفكار متسلطه ، والقهر: هو سلوك جبري يظهر بقوه لدى المريض ويلازمه ويستحوذ عليه و يفرض نفسه عليه ولا يستطيع مقاومته رغم وعيه الشديد بغرابه هذه الافكار أو السلوكيات وسخافتها أو تفاهتها وعدم فائدتها و يشعر بالقلق والتوتر الشديد اذا قاوم ما توسوس به ويشعر بالحاح داخلي شديد للقيام بالسلوك القهري أو الفعل القهري. والتعريف في الطب النفسي: هو ان الوسواس القهري هو إضطراب نفسي يتمثل في فكره غير مرغوبه مهيمنه ومستمره ومتسلطه بشكل إستحواذي مزعج .، وهو إضطراب في محتوى التفكير حيث يصبح الفرد متوتراً وقلقاً كما تؤثر هذه الافكار على حياة الفرد اليوميه وتتمركز هذه الافكار حول موضوع معين بشكل إجتراري ومتكررأو سلسله طويله من الافكار غالباً ما يدرك المريض انها تافهه ، اما الافعال القهريه هي عباره عن حركات معقده (طقوسيه) يكررها المريض بشكل روتيني كسلوك غسل اليدين فيري المريض نفسه مندفعاً نحو القيام بهذا السلوك لأن الفكره تأتي من العقل ويجب ان تنفذ.، واذ لم تنفذ فإن مستوي القلق والتوتر والخوف والضغوط يظهر بشكل مرهق ومؤلم .. ولهذا فان الفرد يحاول إطفاء كل ذالك عن طريق القيام بالسلوك القهري يعد اضطراب الوسواس القهري أحد إضطرابات القلق المزمنه حيث تنتاب الشخص افكارهواجسيه متكرره ملحه مسيطره ومخيفه تراود عقله دون إنقطاع بل علي العكس فهي تزداد كلما مر عليها الزمن وبالإضافه الي ذالك يصعب التخلص منها.! دون اللجوء للعلاج.
ثانياً ﻣﺪﻯ ﻧﺴﺒﺔ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭﻩ:
إضطراب الوسواس القهري احد الامراض النفسيه الرئيسيه حيث تعاني منه نسبه كبيره من الحالات على عكس ما كانت يتصور من قبل انه حاله نادره الحدوقث وتفيد اخر الإحصائيات في مراجعه طب النفس الحديثه انا نسبه ٢٣% من الناس معرضه للاصابه بمرض الوسواس القهري على مدى سنوات حياته وهذا الرقم كبير جدا لان معاناه وجود عشرات الملايين من مرضى الوسواس القهري في انحاء العالم كما تذكر احصاءات أخري أن نسبه ١٠% بمعني أن واحد من كل عشرة اشخاص يترددون على الهيئات النفسيه يعانون من هذا المرض النفسي وبذلك يعتبر الأطباء النفسيين في المرتبه الرابعه من حيث الانتشار بعد حالات المخاوف المرضيه و حالات الإدمان ومرض الاكتئاب النفسي وتبقى بدايه الاصابه بإضطراب الوسواس القهري عاده في سن المراهقه او مرحله الرشد المبكر و بالرغم من ان هذا الاضطراب يمكن أن يظهر في مرحله الطفوله في ذلك يعتبر اكثر الاضطرابات النفسيه ألماً ومعاناه وتبدو واضحه في أشكال من السلوك والافكار المختلفه عند المصاب بها فقد لوحظ أن ٧٠ % من المرضى تبدأ اعراضهم قبل ٢٤ من العمر وان 15 % بعد سن الخامسه والثلاثين وأن ١٠% تظهر عليهم أعراض المرض في سن الطفوله المبكره جداً. يأتي للبعض بأشكال متفاوته في الشده فمنهم من يأتي اليه بشكل خفيف ومنهم المتوسط ومنهم الشديد المزعج والمعطل للحياة. تقول الأبحاث أن الوسواس القهري يصيب الذكور أكثر من الإناث . بعض المرضى يصابون بالإكتئاب الذي يكون من بين مضاعفاته الإدمان والإنتحار ، وهناك خطر قليل من تحول الوسواس القهري الى (فصام)
ثالثاً أعراض الإصابه بالوسواس القهري:
طبقا للدليل التشخيصي و الإحصائي الرابع (DSM-IV)الصادر عن جمعية الطب النفسي الأمريكية فإن تشخيص اضطراب الوسواس القهري يتطلب وجود وساوس أو دافاعات قهرية، و تعرف الوساوس بأنها مقتحمة و غير ملائمة، و تسبب قلقا ملحوظا أو شعور بالكرب أما الدفاعات القهرية فتتعرف عللا أنها سلوكية متكررة، أو أفعال عقلية يجد الشخص نفسه مدفوعا لأدائها أو إستجابة للوسواس، أو طبقا لقواعد متصلبة .و تتميز الأعراض الوسواسية القهرية بالمميزات التالية :- يجب ألا تكون الفكرة أو تنفيذ الفعل في حد ذاته مصدر المتعة- يجب أن تكون الأفكار و التصورات أو النزوات متكررة بشكل مزعج أي عدد المرات التي تسيطر فيها الوساوس القهرية أو الأفعال القهرية في فترة زمنية معينة، مثال ذلك تكرار غسيل الأيدي 10 مرات عند الوضوء مثلاً ، و يقصد بالتكرار أيضا معاودة السلوك، و في هذا الإتجاه إذا تكرر حدوث الوساوس القهرية أو الأفعال القهرية في أغلب الأيام أو لمدة أسبوعين على الأقل، تصنف الحالة بأنها مرضية مع العلم أن العمل المتكرر لا يعد مظهرا مرضيا إلا ذا أصبح يشكل عائق في توافق الفرد و ممارسة نشاطه بشكل عادي .- مدة حدوث السلوك أي إذا كانت الأفعال القهرية تحدث لمدة أطول أو أقل مما هو عادي و هذا كله يحدده طبيعة السلوك .، و قد قسم روث أعراض الوسواس القهري إلى قسمين : الأفكار القهرية و الأفعال القهرية.
أعراض الأفكار القهرية:
فهي كالآتي :1- الجدية المفرطة و عدم التسامح و المثالية و الاهتمام بشؤون النظافة كغسيل اليدين المتكرر .2- الإحساس و الشعور بعدم الطمأنينة و عدم الحيد عن المألوف و البطء الزائد في العمل حيث يشك المريض في كل شيء و يكون كثير التردد و كثير المراجعة والتحقق والفحص .3-كثرة الاهتمام بالصحة العامة والخوف علي نفسه كثيراً وكثير الخوف من العدوي والأمراض، والخوف من الجراثيم و الميكروبات و القذارة و العدوى، الأمر الذي يدفع المريض إلى تطهير يديه بالكحول أو تجنب مصافحة الآخرينوفي بعض الأحيان إرتداء المريض قفازات .
أعراض الأفعال القهرية:
وتشمل الأفعال على أفعال النظافة و تكرار الطقوس و العد و الترتيب و النظام و التجميع و التخزين.-التكرار القهري و هذا إذا أصبح يشكل عائقا في تكيف صاحبه و يسبب له القلق و الصراع و التعطيل الجزئي أو الكلي للوظائف و يشكل عائقا بينه و بين إشباعه لحاجته .- الأفعال القهرية المتتابعة : يقوم المريض بسلسلة من الأفعال بتتابع و إذا حاول تغييره أو مخالفته فإنه يشعر بضيق شديد و قلق بالغ.- النظام القهري : و هو إتباع نظام لا يحيد عنه، و غالبا ما توجد هذه النظم في الأمور الحياتية اليومية فهو يرتب كتبه و ملابسه في خزانته بشكل معين، و يدخل في هذا النوع أيضا الأفعال القهرية المتعلقة بالتدقيق الشديد في إدارة المنزل .- الأفعال القهرية المناهضة للمجتمع ) السيكوباتية ( و تضم الأفعال القهرية التي تلم على المريض بضرورة تنفيذها و من بينها :-السرقة القهرية : كالسيدة التي تسرق من المحلات التجارية و عندما تضبط تشعر بالخجل و لاتستطيع تقديم تفسيرا لسلوكها .-إشعال الحرائق:اشعال النار القهري الذي يقوم بها الفرد دون معرفة الدافع و يشعر بالراحة و السرور. الفيتشية القهرية : و هي التعلق بممتلكات الجنس الآخر و الحصول على الإثارة الجنسية منها.و قد أورد حامد زهران أهم أعراض الوسواس و الأفعال القهرية كالآتي :-الأفكار المتسلطة، و تكون في مظمها تشككية أو فلسفية أو إتهامية أو عدوانية أو جنسية مثل: الشك في الخلق و التفكير في الموت و البعث أو الإعتقاد بالخيانة الزوجية، و الإنشغال بفكرة ثابتة تتسلط .- المعاودة الفكرية و التفكير الاجتراري مثل ترديد الأغاني و الموسيقى بطريقة شاذة .- التفكير الخرافي البدائي و الإيمان بالسحر و الشعوذة و الأحجية و الأفكار السوداء و التشاؤم و توقع الشر .- الإنطواء و الاكتئاب و الهم و حرمان النفس من أشياء و متع كثيرة و سوء التوافق الإجتماعي و قلة الميول و الإهتمامات نتيجة التركيز على الأفكار المتسلطة و السلوك القهري .- الضمير الحي الزائد عن الحد و الشعور المبالغ فيه بالذنب، و الجمود و عدم التسامح و العناد و الجدية المفرطة و الكمالية و الدقة الزائدة.- الإستبطان المفرط في النشاط الجسمي و الإنفعالي و الإجتماعي .- المخاوف المرضية و خاصة الميكروبات و الجراثيم و القذارة و التلوث و العدوى و لذلك فهو يتجنب المريض مصافحة الناس، كطوابق المنازل و النوافذ و درجات السلم و أعمدة الكهرباء .- النظام و النظافة و التدقيق و الأناقة الزائدة و إعطائها أهمية بالغة لدقائق الأمور و الصغائر و التفصيلات وقت طويل و طقوس ثابتة في النظافة و غسل اليدين المتكرر و نظام ثابت ( .- الروتينية و الرتابة و التتابع القهري في السلوك و الأناة و البطء الزائد. - الشك المتطرف في الذات و تكرار السلوك كتكرار قفل الأبواب و الغاز .
رابعاً أسباب الوسواس القهري:
العوامل الوراثيه:
یلعب العامل الوراثي دورا هاما في نشأة الوسواس القهري فقد وجد أن أولاد المرضى بالوسواس القهري یعانون من نفس المرض ، وكذلك الإخوة والأخوات و هذا غیر باقي أف ا رد العائلة الذین یعانون من الشخصیة القهریة و قد وجد عكاشة (1980-1997) في دراسة له أن التاریخ العائلي لمرضى الوسواس القهري في مصر یظهر في (26) مریضا لدیهم حالات مرضیة في العائلة من أصل (84) حالة أي حوالي(%30).كما بینت دراسات عدیدة وجود تأثیر واضح للوراثة في اضطراب الوسواس القهري فهو أكثر عند التوائم المتماثلة (%33 ) و (%63)عنه في التوائم غیر المتماثلة(%7).و یؤكد سادلرsadler على أن للعامل الوراثي دور أساسي للإصابة بمرض الوسواس القهري ، فیذكر بأن سجلات عیادته لفترة امتدت لأكثر من( 35 )عاما كشفت على أن الوراثة تظهر كسبب رئیسي في (%90) من الحالات المصابة بالعصاب القهري.
العوامل النفسيه: 1- يرى فرويد أن الوسواسين قد حدث لهم تثبيت fixsation على المرحلة الشرجية من التطور النفسي الجنسي، نتيجة لصراعات بين الوالدين و الطفل حول التدريب على عادات الحمام، و يحدث الصراع خلال التدريب على الحمام بين رغبة الطفل في التخلص من فضلات جسمه تبعا لارداته، و طلب الوالدين منه أن ينظم هذه العملية المتصلة بالشرج ليوافق المستويات الحضارية في النظافة و في التحكم في الدفعات.و عندما يصدر الوالدين ضد الطفل عقاب شديدا على ذلك، و عندما يكون هذا التدريب مبكرا جدا، أومتأخر جدا،أو عندما يدرك الطفل خبرة هذا التدريب على أنه محبط جدا فإن ذلك يؤدي إلى الوسواس القهري .وينظر أصحاب النظرية السلوكية لاضطراب الوسواس القهري على أنه سلوكا متعلما تم دعمه عن طريق المخرجات أو النتائج التي يؤدي إليها إحدى هذه النتائج وهو خفض القلق، والخوف، ومن ثم فان اكتشاف ذلك بالنسبة للفرد يؤدي به إلى تكرار نفس السلوك. 2- ضغوطات نفسيه متراكمه قوية أدت إلي ظهور أعراض المرض ومن ثم تطور ... 3- الأشخاص الذين قد تعرضو الي صدمه قوية أو مجموعة صدمات فعندها يأتي الوسواس نتيجة إضطرابات ما بعد الصدمه . 4- فراق شخص عزيز أو معايشته طوال فترة مرضه أو قد يموت وهو يحتضنه أو قد يوصيه بشئ . 5- نظام التربيه الخاطئ في الصغير: الأم التي تربي صغارها علي الأوامر والنواهي الكثيره والعقاب والتخويف والمثاليه الشديده والعتاب واللوم المستمر طوال فتره الطفوله بعدها تبدأ ظهور أعراض الوسواس القهري علي ذالك الشخص .. فيلعب دور التربيه دوراً هاما في ظهور هذا الإضطراب القهري .
تشخيص اضطراب الوسواس القهري:
يصنف اضطراب الوسواس القهري ضمن إضطربات القلق في الدليل التشخيصي والإحصائي الرابع للإضطربات العقلية والنفسيه ، و قد وضعت محكات تشخيصية للوساوس القهرية و الأفعال القهرية كالآتية: 1- الأفكار الوسواسيه: - أفكار متكررة و مستمرة، إندفاعات أو تخيلات، يخبرها الفرد في أغلب الأوقات أثناء شعوره بالاضطراب و تبدو مقحمة وغير مناسبة و تسبب قلق أو ضيق شديد .- يحاول الشخص تجاهل أو قمع هذه الأفكار و الإندفاعات و التخيلات، أو يحاول إيقافها أو إبطالها ببعض الأفكار أو الأفعال الأخرى - يعرف الشخص ان هذه الأفكار هي من نتاج عقله و ليست مفروضة عليه من الخارج. 2- الأفعال القهريه:
- سلوكات متكررة قد تكون ظاهرة مثل : غسيل الأيدي، الترتيب، الفحص، أو تصرفات عقلية قد تكون غير ظاهرة مثل : تكرار طقوس معينة في الصلاة، تكرار عدد ما، ترديد كلمات في صمت، مع شعور المريض بأنه مدفوع إليها و يكررها وفق نظام صارم - تهدف السلوكيات و التصرفات العقلية إلى وقاية أو خفض الضيق أو تكون وقاية من المواقف والأحداث التي تسبب رهبة، مع إدراك المريض أن هذه السلوكيات و التصرفات العقلبة زائدة و غير معقولة، و ذلك لعدم وجود علاقة واقعية بين هذه الأفعال و بين ما يريد المريض تجنبه أو جعله حياديا أو يريد منعه من الوقوع، أو يكون القيام بهذه الأفعال مقبولا لوجود علاقة، و لكن تكرار السلوك أو شدته تكون زائدة عن الحد و قد يكون شكل السلوك على خلاف ما تم التعارف عليه .، وتحدد الجمعية الأمريكية للطب العقلي في تصنيفها الرابع تشخيص اضطراب الوسواس القهري اذا تجاوزت الوساوس والأفعال القهرية مدة ساعة في اليوم.(freeston et autres :1996)
خامساً علاجات الوسواس القهري:
العلاج التحليلي:
من خلال تمكين المريض من أن يتعرف إلى الصراع الكامن عن طريق إبطال كبت الصراع اللاشعوري، مع تحليل متعمق للدفاعات الوسواسية القهرية، وان كانت العديد من الدراسات التي تناولت مدى شفاء الوسواس القهري باستخدام العلاج بالتحليل النفسي قد أثبتت قلة كفاءته. ترى نظریة التحلیل النفسي أن الأعراض الوسواسیة القهریة عبارة عن رموز لاشعوریة متصارعة بین الفرد و المجتمع و ذلك لعدم تقبل الجنس أو العدوان و هي ترى أن هذه الأعراض قد تستخدم لخفض القلق و ضبطه و ذلك لمنع هذه الاندفاعات المتصارعة من الظهور ، و لقد كتب فروید قديماً حول حالة تعاني من الوسواس القهري ، حیث وضع نظریته العلاجیة حول هذا الاضطراب على أساسها و أكمل المتدربون على العلاج بالتحلیل النفسي و ساروا على نهجه حیث أ روا أن هذا الاضطراب ما هو إلا فرع من الاضطرابات الجنسیة التي عالجوها على نهج فروید ، فهدف العلاج بالتحلیل النفسي هو الوصول إلى المناطق اللاشعوریة عن طریق تشجیع المریض على الكلام حول مشاكله في الجلسات العلاجیة ، و یقوم المحلل النفسي باستخراج العوامل الخفیة في المشكلة و یحاول فهم أسبابها.
العلاج السلوكي:
و یعتمد هذا النوع من العلاج على نظریات الاشراط في التعلم ، وله طرائق فنیة متعددة أهمها التعرض للمثيرات الوسواسیة والعلاج السلوكي الجدلي , والمنع الحازم للطقوس القهریة , وقد اتضح أن التعرض یقلل من الطيف الوسواسي كثيراً ، أما منع الاستجابة فیقلل من الطقوس والجمع بینهما ضروري.
العلاج المعرفي:
المنحى المعرفي مدخل مهم لفهم أسباب اضطراب الوسواس القهري و من المتوقع أن تنبع منه طریقة أو طرق علاجیة معرفیة محددة و یستخدم الآن العلاج المعرفي مع العلاج السلوكي في وحدة تتعامل مع مختلف جوانب الاضطراب حیث یوضح "بول سالكوفسكس" وهو متخصص في المنحنى المعرفي أن الإستراتيجيات المعرفیة یمكن أن تستخدم بالاشتراك مع التعرض ومنع الاستجابة ,كما أن هناك مجالا ضیقا لاستخدام العلاج المعرفي منفصلا عن التعرض.یستهدف العلاج النفسي المعرفي التشوه المعرفي لدى مریض الوسواس القهري و الذي یظهر ضمن حلقة مفرغة و الذي ینشط هذه الحلقة هو التحفیز المفرط غیر طبیعي ، الذي یجعل المریض في حالة تأهب دائم. مما یدفع به إلى القیام بطقوس معینة بشكل قهري . و العلاج النفسي المعرفي محاولة لكسر هذه الحلقة المغلقة عن طریق التعامل معتقدات المریض كما يوجد فن يدعي العلاج المعرفي الجدلي الذي يعد من أهم فنون ومدارس العلاجات المتخصصه في الأفكار الوسواسيه ومدارس "Psycho Drama" وغيرها ... . ، والعلاج البيئي الاجتماعي:حيث يحتاج المريض أحيانا إلى تغيير مكان العمل أو السكن حتى يبتعد عن مصدر الوسواس خاصة إذا كانت له علاقة بالخوف من الأمراض أو التلوث بميكروبات أو طقوس حركية خاصة.(محمد غانم،84:2007) وهناك العديد من المدارس العلاجيه النفسيه التي تعالج الوسواس القهري بشكل مذهل جداً لأنها تعالج أصل وجذور المرض من البدايه الي ما هو عليه الآن. كما تعوقه من التطور والنشاط.
العلاج بالأدوية:
في الآونة الأخيرة، تم استخدام بعض الأدويه المضاده للإكتئاب في علاج الوسواس القهري حيث يتم أخذ الجزيئات التي تمنع امتصاص السيروتونين على المستوى المركزي أو مثبطات إسترداد السيروتونين الإنتقائيه. (JEAN- Christophe et all, 1999)"الإميبرامين" « Imipramine » "كلور أميب ا رمين" « Clorimpramine » : إفترض أن مرض الوساوس يشكون من نقص في السيروتونين في مناطق الاشتباك العصبية الدماغية، مما أسرع إلى استخدام الأدوية المضادة للاكتئاب ذات التأثير النوعي على السيروتونين في علاج اضطراب الوساوس و الأفعال القهرية، و هما الدوائين السابقين الذكر.-عقار الكلوميبرامين: « Clomipramine » : أشارت الدراسات إلى أن العلاج بالعقاقير لا يكون مفيدا في معظم الحالات إذا كان الأمر يتطلب علاج طويل المدى.- كما يتم أخذ أيضا مثبطات الكلوميبرامين( الأنافرانيل بمقادير عالية تصل إلى 150-200 ملغم يوميا) وأيضا مثبطات أحادية أمين الاكسيداز MAOI، و لكن الأعراض الوسواسية غالبا ما تعود ثانية عندما يوقف إعطاء هذه المستحضارات.
العلاج الكهربائي:
الصدمات الكهربائية ليست علاجا أساسيا أو أوليا في مريض الوسواس، و لكن إذا عانى المصاب من كآبة و ميلانخوليا و علل جسمية و وساوس المراق و ميول انتحارية فعندئذ يكون العلاج الكهربائي مفيد.
العلاج الديني الروحي:
لابد من الإنسان أن ينهي من الاسترسال في وساوس الشيطان التي تغزو دماغه أو عقله، وذلك من خلال اللجوء إلى قراءة القرآن الكريم لدفعها، و يعلم أنه يريد إفساد دينه و عقله بهذه الوسوسة، فينبغي أن يجتهد في دفعها بالاشتغال بغيرها.
الخاتمة:
و في الأخير نستنتج ان إضطراب الوسواس القهري هو احد إضطرابات الشخصية التي قد تصيب الفرد جراء الضغوطات و المشاكل التي يواجهها في حياته ، مما قد يؤثر على توافقه النفسي و الإجتماعي ، لهذا لابد من اللجوء إلى الاساليب العلاجية النفسية المختلفة التي ذكرنها و التي تتوافق مع الافراد كل حسب حالته ، حتى يستطيع ان يحقق توافقه النفسي و الإجتماعي و ممارسة حياته بشكل طبيعي. بنهاية الموضوع : سآلين الله عز وجل أن يشفي كلَّ من أصيب بهذا الإضطراب القَهْرِي... ختامــــــــا:- •نحنُ معكم دائماً حدثونا بأي وقت تريدون! ولن نخذلكم أبداً فنحن في خدمتكم علي مدار اليوم! نتمني للوطن العربي #نفسيه_سويه_دائمه شكراً للجمــــــــيع ♥ Relax Group