وسواس النجاسة !

مُقدمه:

إذا ما شعرت أن وسواس النجاسة يحاول اغتيال نفسك ومشاعرك؛ تذكر دائمًا أن الدين يُسر، وطالما وجدت نفسك تعيش في مشقة للحفاظ على النقاء الذي تعتقده؛ فهذا الأمر بعيد كل البعد عن الدين وهذا لا ينفي أن هناك وسواس أخري يبثها الشيطان في نفوس البشر ، ولكنها تختلف نوعاً ما عن هذا اللإضطراب النفسي القهري ... تعال معنا لتتعرف أكثر على بعض الطرق التي تخلصك من هذا الإضطراب. 

ما هو وسواس النجاسة ؟

إذا ما ساورتك الشكوك في أن كل ما حولك غير نظيف، أو أنك شخصيًا لا تصيب الطهارة المطلوبة على النحو الأمثل؛ اعلم عزيزي أن هذا هو ما يسمى وسواس النجاسة، وعلى الفور اتخذ قرارك؛ واطرد عن مخيلتك هذه الوساوس التي ستجعلك تفقد الكثير من استقرارك النفسي؛ فضلًا عن خسارة من حولك أيضًا. قم بتطهير روحك أولًا؛ ومارس طقوسك الدينية كما هي؛ اقرأ القرآن، صلِ في الليل، نق نفسك من كل ما يسوله الشيطان لك؛ فليس هناك من أحد يمكنه مساعدتك إن لم تساعد أنت نفسك، ولا تيأس إذا طال بك الوقت دون طائل؛ حيث يجب التحلي بالمزيد من الصبر مع الكثير من التوكل على الله.

كيف تواجه وسواس النجاسة ؟

في حالتك، إذا كان الوسواس القهري الذي تعاني منه يجعل من الصعب عليك التعامل مع أنواع معينة من الشوائب؛ فيمكنك التعامل معها على أنها نقية إذا كانت هناك آراء أخرى تنص على ذلك؛ لتجنب الألم العقلي المصاحب للوسواس القهري. ومع ذلك؛ أنصحك بفعل هذا كحل مؤقت فقط حتى تتمكن من التغلب على الوسواس القهري الخاص بالنجاسة.

اليقين مقابل الشك :

في الفقه يكفي الغسل بالماء مرة واحدة أو 3 مرات على الأكثر لتنظيف القذارة الناتجة عن الدم، القيء، أو القذف، حيث تبعًا لقوانين الشك واليقين؛ هناك قواعد لا يمكن للشك أن يتغلب على الأمور اليقينية؛ مثلًا: إذا راودك وسواس النجاسة فيجب أن تكون متأكدًا من وجود تلك النجاسة بالفعل؛ أما غير ذلك فكل شيء على ما يرام.

استشارة معالج متمرس :

في رحلة كفاح الأفكار الوسواسية، لا بد من الاستعانة بمن هو متمرس في هذا المجال، حيث من الصعب بل المستحيل أحيانًا أن تكون لديك القدرة على التخلص منه بنفسك، ويساعدك المعالج في معرفة السبب أولًا من أجل اتخاذ الخطوات السليمة في علاج وسواس النجاسات والتخلص منه.

الاستعاذة من الشيطان :

كما أوضحنا سابقًا أن الشيطان هو من يزين تلك الوساوس للإنسان حتى يشغله عن عباداته، ويجعله شاعرًا بعدم استعداده للقيام بها دائمًا؛ والحل هنا هو الاستعاذة منه، والإقبال على الطاعات والعبادات بالرغم عنه، وعندما سأل بعض الصحابة الرسول الكريم عن مثل هذا الأمر؛ قال لهم: قولوا «آمنت بالله ورسله، آمنت بالله ورسله، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم».

كيف تحمي نفسك من وسواس النجاسة ؟

  • لا تتخذ من الاحتمالات أمرًا يقينًا؛ فطالما لم تر النجاسة ملامسة لمكانٍ ما؛ فهو على الأرجح طاهر ويمكنك الجلوس فيه.

  • وسواس انتقال النجاسة من الشيء النجس إلى الأشياء المجاورة، طالما لم يكن يقينك 100% أنها قد تخللته فتعامل معه أنه على قدر من الطهارة.

  • إذا ذهبت إلى مكان معين سواء منزل خاص أو مكان عام، افترض أنه طاهر حتى ترى بعينيك ما يؤذيك ويجعلك مضطرًا إما لتركه أو طلب تنظيفه.

  • هناك فتوى تقول إن النجاسة لا يمكن أن تنتقل من جسم إلى آخر في حالة كان أحدهما رطبًا.

  • احرص على التطهر بالشكل الطبيعي الذي أوصى به الدين الحنيف، دون تكلُف أو مبالغة كي لا تفتح للوسواس أو الشيطان بابًا يدخل منه إليك.

  • إذا رأيت مكانًا به نجاسة، بادر بإزالتها بدون مبالغه (قد يكون ذالك صعب جداً عليك .. نعلم ذالك!)، لكن العله في ذالك حتى لا تنسى المكان؛ فيلازمك وسواس النجاسة بأن كل الأماكن من حولك غير نظيفة.

هل هناك علاقة بين وسواس النجاسة والنسيان ؟

هناك الكثيرون ممن يعانون هذا الوسواس، يؤكدون أنهم من فرط اضطرابهم أصبحوا لا يتذكرون أمورًا كثيرة؛ فقد قالت إحداهن: إن لديها وسوسة في الطهارة، وإنها تشك كثيرًا في أنها الآن على طهارة بالفعل؛ لتبدأ تغتسل مرة أخرى، حتى أصبحت تتوهم وتُخيل لها أمور ليست حقيقية لها علاقة بالنجاسات؛ فصارت كثيرة النسيان، وأصبحت ترى كل ما حولها نجسا مهما قامت بتنظيفه سابقًا.

• حكاية علي لسان موسوس بالنجاسه :

أنا مرضي الآن من 10 سنوات خصصت ملابس لي للصلاة أتعلم لماذا؟
 لأني تعبت جدا لقد سكنت في بيت وتعرف لدينا أطفال فهناك من أهل البيت من يرى طهارة البيت ومنهم من يرى نجاسته لأن الأطفال قد لا يهتمون بطهارتهم أو ربما لا يعتنون بلبس النعال في الحمام وهذا الحمام فيه غسالة الملابس وربما ينزل ماء من الغسيل وقد لا يكون طاهرا فهذا الماء ربما يمشي عليه الأطفال ولا يغسلون أقدامهم ويخرجون يمشون على فرش البيت فأصبحت أرى بنجاسته.

 أصبحت أرى أهل البيت الذين يرون بطهارته هم على خطأ وغير طاهرين فملابسهم غير طاهرة لماذا لأنهم يجلسون على هذا الفرش وملابسهم بها شيء من الرطوبة وعندما يغسلون ملابسهم ويخرجونها من النشاف فيحملونها بأيديهم وتلامس ملابسهم فبالتالي انتقلت النجاسة من الفرش إلى ملابسهم فنجست ملابسهم التي خرجوها من المنشف وربما تكون لمست هذا الفرش الذي ترى طهارته فنجست هذه الملابس والآن تنجس حبل الغسيل وإذا جاءت تكوي أرى انتقال النجاسة إلى المكواة رأيت هذه السلسلة.

 والله أحيانا أرى أطفالا عند أقاربي يخرجون من الحمام وأقدامهم بها رذاذ من بولهم ولا يهتمون بالغسل الأطفال قد لا يسمعون كلام وتوجيهات الكبار.
 والله لي حكايات مع الوسواس لا يوجد نجاسة صريحة إنما هي مخلوطة بماء أو تنتقل من جسم لجسم ومن فرش لفرش والعرق أيضا أتعبني لم أجلس على مكان نجس يقول تنجست ملابسك من العرق، أرهقني أصبحت لا أهتم بطهارة ثوب الصلاة تعبت من ضغطه يضغط على عقلي حتى يجعلني لا أسمع إلا صوته تعبت، وصلت لمرحلة يقنعني أني سببت ونقلت النجاسات لما حولي.

مرة كان مفتاح الغاز مبللا من يدي لما فتحته ولبست ثوبي الذي أرى طبعا عدم طهارته بتقول ليش مو طاهر لأنَي أصبحت لا أهتم وأغير ثوبي للصلاة، مثلا أتيت أغير الحفائظ لطفلتي أعزكم الله ولمست عورتها وفيها بلل من البول ولمست شعرها ماذا أصنع أجلس أغسل البنت وأروشها مع كل تغيرة صعب فأصبح أتضايق أن تنام في حضني والله معاناة.

يأتي لي بأفكار يقنعني بها، مثلا جئت بصينية مبللة ووضعتها على فرش البيت النجس هنا مصيبة أقول لو غسلت الأواني سوف تنتقل النجاسة من الفرش للصينية لملابسي أخواتي لا تأتيهم أفكار مثلي والله ابنها يكون هناك بلل خارج من الحفائظ على ملابسه ويجلس على كنب البيت لا تهتم تغير ملابس فقط لا ترى بتنجس الموكيت من جلوس ابنها.

أعلم أنكم تقرؤون رسالتي وتقولون هذا جنون نعم هو جنون أفكار تزعجني لا تأتي لغيري، إحدى المرات رأيت إحدى قريباتي تغير حفائظ ابنها وتمس عورته بالمنايل المبللة وبعد ذلك تلمس ملابسها وشعرها لو أنا قلت انتقلت النجاسة عن طريق المناديل إلى يدي.

 في السابق كنت لا أحد ولا أدقق ولا تأتيني هذه الأفكار أصلا ولله الحمد كنت أغسل الحمام ولا أهتم وأغسل ملابسي ولا أهتم بما يتناثر علي من الماء الذي ينزل منها بالعكس أرى بطهارته كنت أستغرب لما أرى موسوسا، جميع الوساويس التي تأتيني استطعت أتغلب عليها إلا رؤيتي لعدم طهارة من يسكن معي بالبيت تعبت جدا لم أجد حلا دائما أرى نجاسة ملابس أخواتي أريد حلا لقد تعبت. 

رد أحد المختصين :

ما تعانين منه وتصفينه في إفادتك فهو في الواقع وصف دقيق للوسوسة اتباعا لأحد قوانين التفكير الخرافي أو السحري وهو قانون الانتشار السحري اللامحدود للتلوث أو للنجاسة law of contagion ويظهر هذا الشكل من أشكال التفكير الخرافي في القناعة بأن الصلة بين شيئين أو فردين أو فرد وشيء تستمر حتى بعد انفصالهما ماديا وإلى الأبد ما دام قد حدث بينهما التصاق أو اتصال ولو لمرة واحدة، وبالتالي فإن أي كيانين حدث تلامس بينهما تبقى بينهما رابطة ما –أبدية ولا مادية- وقد تكون تلك الرابطة قوية وقد تكون ضعيفة حسب مدة وشدة التلامس إلا أنها تستمر وتبقى مؤثرة!

فنرى مريض الوسواس مثلا يصر على حدوث تلوّثِ أو تنجيس أو عدوى لشيء أو لفرد من شيء أو فرد وانتقال ذلك التلوث أو التنجيس إلى ما لا نهاية أو على الأقل إلى ما يفوق حدود المعقول فقد تصل سلسلة الأشياء أو الأفراد التي تصيبها القذارة أو النجاسة إلى أكثر من عشرين هدف متتالٍ وكلها بدأت من مصدر واحد فقط وانتقلت عبر سلسلة تفترض استمرار الانتقال بلا انتهاء أو حتى دون أن تكون هناك وصلة مقبولة أو معقولة بين أصلِ القذارة أو النجاسة أو العدوى والشيء أو الشخص الذي يراه المريض وقد أصابته القذارة أو النجاسة أو العدوى....

تقولين في إفادتك (أنا لم أكرر الوضوء أو الصلاة وتأتيني شكوك ولكن لا أهتم لها، جاءني وسواس الاستنجاء ومشكلة تقاطر البول أكرمك الله وأهملته حتى ذهب) وما دمت نجحت في ذلك فقد كان حريا بك أن تفلحي في إهمال وساوس الانتشار السحري للنجاسة لولا أنك على أغلب الظن تعتقدين أن حكمك بنجاسة الشيء يلزمك بتحاشيه، والحقيقة أن الحكم بنجاسة شيء له شروط أهمها أن يتيقن الإنسان من النجاسة بوجود علامة لا تقبل الشك، وليس الأمر برأيك أو رؤيتك أنتي ، وأدعوك هنا إلى تأمل ما ورد عن الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه حين قال: (لو كان الدين بالرأي لكان أسفل الخف أولى بالمسح من أعلاه، وقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح على ظاهر خفيه) أخرجه : أبو داود بإسناد حسن.....

أستطيع أن ألخص لك الشرط المطلوب توفره ليحكم المسلم بنجاسة شيء إنه رؤيته لعلامة النجاسة واضحة وضوح اليقين.... ولا يسن التفتيش عن النجاسة في الثوب ونحوه بل هي تفرض نفسها بعلامتها رؤية أو ملمسا أو رائحة، وفي حالة الموسوس عليه الحركة في حياته بقاعدة أن الأصل في الأشياء هو الطهارة وتبقى طاهرة ما لم تتأكد نجاستها بعلامة لا يفتش عنها وإنما تفرض نفسها فرضا.

كذلك يفيدك قول عند الشافعية مفاده أن غسالة النجاسة طاهرة ما لم تتغير، وطبيعي أننا ندرك نسبة ما نضع من ماء مقابل ما نود إزالته من النجاسة أي أن الرذاذ المتطاير أثنا غسل ملابس الطفل مثلا لا يحكم بنجاسته لأننا لا نستطيع التأكد من تغيره... حتى لو تتبعنا الرذاذ... عودي إذن كما كنت (في السابق كنت لا أحد ولا أدقق ولا تأتيني هذه الأفكار أصلا ولله الحمد كنت أغسل الحمام ولا أهتم وأغسل ملابسي ولا أهتم بما يتناثر علي من الماء الذي ينزل منها بالعكس أرى بطهارته).... هو بالفعل طاهر خاصة للموسوسين.

وأزيدك أختي أنك تستطيعين إهمال موضوع النجاسة التي تصيب جسدك أو ثيابك أو حتى مكان صلاتك تماما وذلك استنادا إلى قول مشهور في الفقه المالكي وهو أن الطهارة من النجاسة بالنسبة للموسوس سنة فقط!!!! يعني لا بأس أن يصلي مع النجاسة وهو متذكر قادر على التطهير!!! ولا يعيد الصلاة على أية حال وهي صحيحة! ويتعين على الموسوس الأخذ بهذه الرخصة للشفاء من مرضه وهذا ما تقول به كل المذاهب (أي وجوب أخذ الموسوس بالرخص)....

معنى ما سبق هو أنك تستطيعين إهمال شعورك بتنجس الشيء أو المكان وعليك أن تتوضئي وتصلي برغم ذلك، وصلاتك صحيحة لا ينبغي أن تعاد، وعليك أن تتصرفي مع طفلك وحاجياتك بنفس طريقة من ترين من أخواتك وقريباتك ولا تلقي بالا لفكرة أن كذا أو كذا قد تنجس، وعليك كذلك أن تصلي في أي من ثيابك لأن تخصيص ثوب معين للصلاة يعتبر تعمقا يعزز الوسوسة ويزيد سطوتها عليك.

وأخيرا أظنك تستطيعين تخمين ردي على وسواسك الوحيد الذي لم تغلبيه وهو (طهارة من يسكن معي بالبيت تعبت جدا لم أجد حلا دائما أرى نجاسة ملابس أخواتي) أرد قائلا (لا شك في طهارة من يسكن معي بالبيت، لا داعي للتعب لا توجد مشكلة ملابس أخواتي طاهرة)..... وفوق كل هذا قولي لنفسك (أنا أجاهد مرض الوسواس القهري ولي رخصة المريض وضرورة التزامها في كل المذاهب والله معي وحليفي سبحانه حتى أنتصر على مرضي).......

بالــخـــتـــام : 

كانت هذه بعض المعلومات عن وسواس النجاسة الذي يصيب الكثيرين، والذين يتمكن منهم الشيطان، ويحاول إبعادهم عن الطاعات قدر استطاعته، ومن هنا وجب الاستعاذة منه، والأخذ باليقين في طهارة كل شيء ما لم تتضح نجاسته أمام عينيك. 

بنهاية المقال : سآلين الله عز وجل أن يشفي كلَّ من أصيب بهذا الإضطراب القَهْرِي...
ختامــــــــا:-
•نحنُ معكم دائماً حدثونا بأي وقت تريدون! ولن نخذلكم أبداً فنحن في خدمتكم علي مدار اليوم! نتمني للوطن العربي #نفسيه_سويه_دائمه
شكراً للجمــــــــيع ♥
Relax Group