وسواس الماضي - إجترار الأفكار!

 مُقدمه:
وسواس الماضي، وتذكر الأحداث السابقة من الحالات النفسية التي تجعل الإنسان غير قادر على التعايش مع الفترة الحالية، ناهيك عن أنها تجعله دائم التفكير في الذكريات، وأمور قد مضت عليها سنوات عدة، وفي حال إن لم يتلق المريض العلاج مبكرًا، تتزايد حالته سوءًا، ومن خلال مقال اليوم سنعرض عليكم كل تفاصيل الوسواس، وطرق علاجه.

مفهوم وسواس الماضي:

عرّفه الأطباء بأنه: حالة من حالات الاضطراب التي تصيب الذاكرة، وتجعل الإنسان يتذكر أحداثًا قد مضت منذ سنوات، ويقول الأطباء إنها حالة تصيب الكثير من البشر بشكلٍ عام دون أن تؤثر على حياتهم، ولكن في حالة إن تكرر الأمر، وأصبح الفرد يتجنب الواقع، ويعيش في أحداث الماضي، فهنا تعد حالة مرضية تحتاج إلى العلاج، لا سيما وأنها ترتبط بأمراض أخرى، مثل: الاكتئاب، والوسواس القهري.


أسباب وسواس تذكر الماضي:  

الإصابة بوسواس الماضي أمر لا يمكن أن يحدث وليدًا للصدفة، بل إن هناك بعض العوامل، والأسباب التي إن وُجِدت لدى الإنسان، تتزايد فرصه تجاه الإصابة، ومن أهم الأسباب التي وصل إليها الأطباء، ألا وهي:

ذكريات لا تُنسى:

توجد بعض الذكريات التي تكون عالقة بذهن الفرد، ومن الصعب عليه أن ينساها، خاصة وإن كانت تتعلق بشخصٍ مقرب إليه، ورحل عنه لسبب مجهول، فهنا يبدأ عقله باستعادة كل الذكريات التي حدثت مع هذا الشخص، ويبدأ الفرد بالعيش معها من جديد على أنها واقع، ولا يستطيع أن يسيطر على تفكيره الذي دائمًا ما يتجه إلى تلك الأحداث.

التعرض لصدمة:

تعرض الإنسان لصدمة قاسية لم يكن قادرًا على تحملها في فترة ما من الأسباب البارزة لإصابته بوسواس الماضي، لا سيما وأنه طوال فترة حياته يظل يتذكر هذه الصدمة، والمعاناة التي خاضها، وأيضًا قد يصل معه الأمر إلى تذكر نفس الشعور الذي أصابه خلال تلك المرحلة.

عرّفه الأطباء بأنه: حالة من حالات الاضطراب التي تصيب الذاكرة، وتجعل الإنسان يتذكر أحداثًا قد مضت منذ سنوات، ويقول الأطباء إنها حالة تصيب الكثير من البشر بشكلٍ عام دون أن تؤثر على حياتهم، ولكن في حالة إن تكرر الأمر، وأصبح الفرد يتجنب الواقع، ويعيش في أحداث الماضي، فهنا تعد حالة مرضية تحتاج إلى العلاج، لا سيما وأنها ترتبط بأمراض أخرى، مثل: الاكتئاب، والوسواس القهري.            

تجربة مريرة:

قد يعاني الفرد من تجربة عاطفية مريرة انتهت بالفشل، ولكن على الرغم من انتهاء هذه التجربة، إلا أنه يكون غير قادر على نسيان جميع الأحداث التي مرت عليه، فيبدأ بتذكر كل ما كان يحدث من أحداث سلبية، وإيجابية، ناهيك عن تذكره تفاصيل قد تكون دقيقة للغاية. 

انفصال عن الواقع:

في بعض الحالات يكون سبب الإصابة بـ«وسواس الماضي» هو رغبة المريض في الانفصال عن الواقع الذي يعيشه، وذلك الأمر؛ لأنه كان يعيش فترات سعيدة بالماضي، ولكن تلك السعادة قد انتهت، وزادت المعاناة لديه، هنا يبدأ باسترجاع الماضي، وكم كان سعيدًا من قبل، وبمرور الوقت يرى سعادته في ذلك، حتى إنه يُصاب بالمرض دون أن يشعر. 

فقدان أشخاص أعزاء:

حينما يفقد الإنسان أشخاصًا مقربين إليه سواء بسبب الوفاة، أو لأسباب أخرى، هنا تتزايد فرصة للإصابة بـ«وسواس تذكر الماضي»، غير أنه في بعض الأحيان يكون غير متقبل لفكرة رحيلهم عنه، ويبدأ بتذكر جميع الأحداث التي خاضها معهم؛ ظنًا منه أنهم بذلك سيظلون خالدين بذهنه.

القسوة في الطفولة:

التعرض للقسوة في الطفولة، والمعاملة السيئة من الأهل يترك أثرًا كبيرًا داخل نفسية الإنسان، وحينما يبلغ مرحلة الرشد، ويبدأ حياته، يكون غير قادر على نسيان المعاناة التي كان يعانيها في طفولته، وتظل الذكريات السيئة تلاحقه أينما ذهب؛ مما يؤدي إلى عدم التفكير في غيرها، وذلك ما يقوده للإصابة بهذا الوسواس.

ذكرى مرتبطة بمكان معين:

حينما يقضي الإنسان وقته مع أفراد يكن لهم المحبة داخل أماكن معينة، فهنا تظل عالقة بذهنه، وتحمل معها جميع ذكرياته، وتوجه الإنسان إلى هناك بمفرده بعد فقدان هؤلاء الأشخاص من الأسباب القاطعة لإصابته بوسواس الماضي، فيظل يتذكر كافة الأحداث التي دارت داخل المرفق، وتبدأ الذكريات تخيم على تفكيره.

أعراض وسواس الماضي:

تظهر عدة أعراض على المريض تكون ناتجة عن إصابته بذلك الوسواس، وتختلف تلك الأعراض بحسب الحالة التي وصل إليها المريض مع وسواس الماضي، فمن أبرز تلك الأعراض:

الاكتئاب:

من الأعراض التي تكون ظاهرة على المريض، هي: إصابته بالاكتئاب، فتجده فجأة قد انقطع عن العديد من الأشياء التي كان يقوم بها من قبل، ناهيك عن: الحزن، القلق، والتوتر التي تسيطر عليه طوال الوقت، وتجعله غير قادر على القيام بمهامه، وبمرور الوقت تزيد حالة الاكتئاب حتى تصبح حادة على المريض.

الشعور بالحزن:

يخيم عليه شعور بالحزن طوال الوقت، فلا يوجد أي شيء يسعده بالوقت الحالي، ويصل معه هذا الحزن إلى اليأس، والبكاء بصفة مستمرة دون وجود سبب معلوم للآخرين يؤدي إلى ذلك، كما أنه لا يفضل الحديث عن مشاعره، ويحاول تجنب الإجابة عن أي سؤال يتعلق بما يحدث له.

التشكيك في الواقع:

بمرور الوقت، وفي الحالات المتأخرة التي لم تلقَ علاجًا، يبدأ المريض بالتشكيك في من حوله، وتشكيك في كافة الأحداث التي تدور أمامه، لا سيما وأن الواقع والماضي يختلطان ببعضهما البعض داخل رأسه، وأحيانًا يكون غير قادر على تمييز ما يحدث بالوقت الحالي، ويشعر أنه من وحي خياله.

الانعزال:

الانخراط وسط مجموعات، والتفاعل مع الأشخاص المحيطين به من الأمور التي تجعله غير سعيد على الإطلاق، لا سيما وأنه لا يجد ضالته في تذكر الأحداث الماضية أثناء التواجد معهم؛ فيفضل الانعزال، وقضاء أطول وقت ممكن بمفرده عن أن يتواجد وسط مجموعات، وكلما زادت عزلته، تفاقم المرض معه.

القلق عند الأحداث المؤلمة:

حينما يتذكر الفرد أحداثًا مؤلمة قد مرت عليه منذ فترات طويلة، يبدأ شعور القلق، والخوف يخيم عليه، وخاصة أنه كان يعاني خلال تلك الأحداث، ولم يكن لديه القدرة على التعايش معها؛ مما يجعله خائفًا بشكلٍ كبير من تكرار تلك الأحداث؛ فيعود الألم إليه.

ميول انتحارية:

عندما يفقد الإنسان السيطرة على الذكريات التي تدور برأسه، تزيد هنا الميول الانتحارية لديه؛ اعتقادًا منه بأنه إذا انتحر سينتهي الألم الذي يعاني منه، كما أن عدم قدرته على التعايش مع الواقع تدفعه أيضًا تجاه نفس الأمر.

الشعور بالذنب:

دائمًا ما يشعر بالذنب أثناء تذكر الأحداث الماضية، فإن كان مُخطئًا بشأن شخصٍ ما؛ فيزيد لديه الشعور بأنه كان مذنبًا بحق الآخرين، أما إذا كانت الأحداث تشير إلا أنه تعرض لتجارب قاسية، ولم يتعامل مع أصحابها بشكلٍ صحيح، فيزيد لديه نفس الشعور بالذنب، ولكن تجاه نفسه.

عدم الشعور بالراحة:

لا يشعر بالراحة، أو السكينة مطلقًا، حيث الأفكار السلبية، والذكريات المؤلمة التي تحاوطه تجعله غير متزن نفسيًا على الإطلاق، ناهيك عن أنها تجعله دائم القلق، والتوتر بشأن أي حدث جديد يطرأ عليه.

فقدان الثقة بالآخرين:

بمرور الوقت يفقد الثقة بالآخرين، وبجميع المحيطين به، وذلك لأن البعض من ذكرياته قد تكون مؤلمة بسبب بعض الصدمات من أشخاص كانوا مقربين إليه، وبالوقت الحالي يشعر أنه من الممكن أن يتعرض لصدمة مرة أخرى على يد المحيطين به؛ فيفقد ثقته بهم تدريجيًا، ويبدأ بالابتعاد عنهم.

مضاعفات وسواس الماضي :

إن تطابقت جميع الأعراض السابق ذكرها على شخصٍ ما، وأُثبِت أنه مُصاب بوسواس تذكر الماضي، عليه البدء سريعًا بسلك طرق العلاج، وذلك كي لا تحدث له تلك المضاعفات:

الإصابة بمرض القولون العصبي:

خلال هذه الفترة يكون الإنسان قلقًا، وحزينًا طوال الوقت، ناهيك عن الضغوطات النفسية العصيبة التي تؤثر عليه، وهنا ينتج عن ذلك: الإصابة بمرض اضطراب القولون العصبي الذي يكون غير قادر على أن يقوم بجميع مهامه بالشكل الطبيعي.

تسارع نبضات القلب:

بسبب كم المشكلات التي يعاني منها الفرد أثناء إصابته بـ«وسواس الماضي» وبسبب الشعور بالقلق، والتوتر في هذه المرحلة، تتسارع نبضات قلب الإنسان بشكلٍ غير طبيعي، وغير معتاد، فضلًا عن الشعور بالرهبة الذي يلاحقه طوال الوقت بشأن أشياء قد مضت.

ظهور بقع من الدم:

حالة الاكتئاب الحادة التي تخيم على الإنسان خلال تلك الحقبة تؤدي إلى ظهور بقع احتباس الدم على الجلد، وتظهر في مناطق عديدة، ومختلفة بجسد الإنسان، وذلك الأمر ناتج عن سوء حالته النفسية؛ فيعتقد البعض من حوله أنه مرض جلدي، ولكن الحقيقة غير ذلك.

صداع مزمن:

يشعر بصداع مزمن أينما ذهب، وذلك بسبب أنه يقطع شوطاً كبيرًا في التفكير، وتذكر الأحداث الماضية؛ مما يجعله يعاني من الصداع تدريجيًا يبدأ بفقدان تركيزه بالكامل، ناهيك عن ظهور بعض الآلام في العين.

إرهاق وتعب:

المصاب بـ«وسواس الماضي» يكون غير قادر على النوم بشكلٍ طبيعي، فيظل يتذكر جميع الأحداث الماضية خلال فترة ما قبل النوم؛ مما يجعله يواجه صعوبة شديدة بالخلود إلى النوم، فينتج عنه الشعور بالإرهاق طوال اليوم، والتعب الذي يجعله غير قادر على القيام بالعديد من المهام.

كيفية علاج وسواس الماضي؟

نصح الأطباء بعدة خطوات يجب أن يتبعها المريض؛ كي يساعد نفسه على التعافي من الوسواس، والبدء بنسيان أحداث الماضي، ومن أبرز تلك الطرق هي:

التعرف على سبب الوسواس

في البداية يتحتم عليك أن تتعرف على سبب إصابتك بهذا الوسواس، فمن المؤكد أنك في بدايتك كنت تتذكر أحداث تجربة معينة، أو فترة زمنية بالتحديد، وإذا تمكنت من الوصول إليها، فهنا طرق العلاج ستكون سهلة.

التعبير عن المشاعر

يجب عليك عدم ترك الذكريات تؤثر عليك، وعلى مشاعرك، وكل ما تقوم به حين تذكر أحداثًا معينة، هو البدء بوصف مشاعرك، والتعبير عنها مع أحد المقربين إليك، وذلك الأمر يخفف من أعراض الاكتئاب، والضغوط التي تقع على عاتقك.

تقرب من المحيطين بك

حاول ألا تقضي أغلب أوقاتك بمفردك، بل تواصل مع أحد المقربين منك، واقضِ وقتك معه، وعليك التحدث عن جميع ذكرياتك، وتعبر عنها له، ويجب أن يكون هذا الشخص محل ثقة؛ كي يستمع إليك بصورة صحيحة، وهذا التشارك يزيد من فرص علاجك.

زيارة طبيب نفسي ومختص نفسي

إن كانت الحالة مستعصية بعض الشيء، ولا تصلح معها الطرق الماضية، عليك البدء بالتوجه إلى طبيب نفسي متخصص من أجل: تحديد طريقة العلاج المناسبة لك، ومنحك الأدوية الصحيحة إن كانت الحالة بحاجة لها.

كيف تقضي على وسواس تذكر الماضي؟

هناك نصائح فعالة نصح بها خبراء علم النفس في مثل هذه الاضطرابات النفسية تمكن المريض من القضاء على وسواس الماضي بصورة صحيحة، من أبرزها:

  • لا تشعر بالذنب تجاه أي تصرف قد قمت به بالماضي، وتأكد أنه قد مر، وانتهى، وتذكره لن يغير شيئًا.

  • كن على تصالح تام مع ذاتك بأي قرار، أو حدث تعرضت له من قبل، وحاول أن تتعلم من أخطائك الماضية بدلًا من لوم نفسك عليها.

  • حاول أيضًا ألا تتذكر الأحداث السلبية فقط، بل تذكر أيضًا الإيجابيات التي حدثت، وجميع نجاحاتك من قبل.

  • ابتعد كل البعد عن أي أشخاص يذكرونك بالأحداث السلبية القديمة، أو يسببون لك أذى نفسيا.

في النهاية… عزيزي القارئ، تأكد أن تذكر الأحداث الأليمة أمر لن يجدي نفعًا، وسيجعلك غير قادر على التعايش مع الواقع، وعليك ترك جميع ذكرياتك، ومارس حياتك بشكلٍ طبيعي، وإن كنت تعاني من وسواس تذكر الماضي فعليك أن تسلك طرق العلاج؛ كي تتعافى، ولا تترك الذكريات تؤثر على حاضرك

ختامــــــــا:-
•نحنُ معكم دائماً حدثونا بأي وقت تريدون! ولن نخذلكم أبداً فنحن في خدمتكم علي مدار اليوم!
نتمني للوطن العربي
#نفسيه_سويه_دائمه 
شكراً للجمــــــــيع ♥
 Relax Group