وسواس الأذى!

مُقدمه:
وسواس الأذى واحد من أخطر أنواع الوساوس والهواجس القهرية، حيث يشعر الشخص في البداية وفي مراحل مبكرة من الطفولة بالخوف من التعرض للإيذاء، وبمرور الوقت تتداخل تلك المخاوف التي في حياته اليومية بشكل كبير، تابعونا في هذا المقال الذي نتحدث فيه بالتفصيل عن وسواس الأذى.

أعراض وسواس الأذى:

تختلف أعراض وسواس الأذى من شخص لآخر، ومن حالة مرضية إلى حالة مرضية أخرى، ومن أهم تلك الأعراض:

1. الخوف من إيذاء الأبناء

وهو أخطر مظاهر وسواس الأذى إذ يشعر الشخص وخاصة الأم إذا كانت مصابة بهذا المرض بالخوف الشديد على أبنائها ولاسيما إذا كانوا أطفالاً. وربما يدفعها ذلك إلى الإغلاق التام عليهم، ومنعهم من الخروج أو اللعب أو ممارسة طفولتهم، وهذا يخلق الكثير من المشاكل الصحية النفسية لهؤلاء الأطفال. بل ربما يسوق ذلك أحيانًا إلى قيام الأم ببعض الأنشطة والممارسات تجاه أطفالها تصل إلى حد الجرائم، وكل ذلك بدافع التخفيف من حدة القلق والتوتر التي تسيطر علي الشخص طوال الوقت.

2. الخوف من إيذاء النفس أو الآخرين

قد تنتاب الشخص العديد من التصورات المخيفة التي تهيمن على أفكاره وعقله ويفكر فيها كثيرًا ، مثل:

  • أن يخاف أن يقوم بطعن نفسه أو أحد أبنائه أو زوجته بسكين حاد من سكاكين المطبخ.

  • الخوف من أن يقوم شخص بدفعه في الماء عندما يكون في مركب أو سفينة.

  • الخوف من أن يدفعه أو يدفع أحد أبنائه شخص ما من القطار وهو سائر فينزلق تحت عجلاته.

  • الخوف من تعرض نفسه أو أحد أبنائه لطلق ناري عندما يلاحظ شخصًا يحمل بندقية أو مسدسًا.

  • الخوف من الاندفاع في النار أو الاحتراق بها عندما تكون قريبة منه.

  • أو الخوف من تعرض شخص عزيز لديه لتلك النهاية المأسوية، وكل ذلك يزيد من الضغوط عليه.

  • الرهاب من الأماكن المرتفعة، أو من أن يأتي شخص من الخلف ويدفعه من فوق مئذنة أو قمة جبل.                                                                     

أسباب وسواس الأذى:

تتعد أسباب وسواس الأذى وتعتبر شريحة النساء هن الأكثر تعرضًا بحكم تكوينهن النفسي والبدني للإصابة بهذا النوع من الوساوس. وتعددت النظريات التي تناولت الأسباب والدوافع التي تدفع نحو الإصابة وأهمها:

1. النظرية الوراثية

حيت يرى أصحاب النظرية الوراثية، أن إصابة أحد الوالدين بمرض وسواس الأذى كفيل بأن ينقل جينات تلك الوساوس إلى الأبناء، فالموروثات والجينات تتناقل من الآباء إلى الأبناء عبر الشفرات الوراثية.

2. النظرية البيولوجية

حيث يعتقد أصحاب النظرية البيولوجية ولاسيما الأطباء والباحثون الفيزيائيون والكيميائيون أن هناك بعض المناطق داخل المخ ربما يوجد بها قصور من جهة امتصاصها لمادة السيروتونين. حيث هي المادة أو العنصر العصبي الهام المسؤول عن التواصل بين أجزاء المخ المختلفة، وربما القصور أو الاختلال بها يؤدي إلى الإصابة بالوساوس القهرية، ومنها وسواس الأذى.

3. النظرية الإيكولوجية (البيئية)

حيث يرى أصحاب النظرية الإيكولوجية (البيئية) في المواقف الحياتية والخبرات اليومية خلال تواجد الشخص في بيئة معينة تحكمها موروثات وثقافات محددة أو التعرض لبعض المواقف والصدمات الحياتية أو التعرض للتحرش الجنسي عندما كان الشخص طفلاً، حيث يرون أن كل ذلك كفيل بأن يصاب الشخص بمرض وسواس الأذى                                                                                                  

كيفية تشخيص وسواس الأذى؟

يتم تشخيص وسواس الأذى من خلال الطبيب النفسي المختص، والذي يستطيع عبر الملاحظة الدقيقة، وعبر التقييمات السلوكية والنفسية المختلفة. ومن خلال التقنيات المختبرية المتعددة، أن يقف على الحالة جيدًا، ومدى تطورها، ومن ثم وضع العلاج المناسب لها. وينبغي على المعالج المختص عدم التعجل في الحكم على الحالة ومدى تطوراتها قبل الانتهاء تمامًا من التقييمات المختلفة والاختبارات اللازمة، واستخدام أحدث التقنيات المتبعة.

هل يمكن الشفاء من وسواس الأذى؟

ربما يكون من الصعب محو كل المشاعر السيئة التي تنتاب الشخص وتجعله يشعر بهذا الشعور المتكرر بالأذى على نفسه أو حتى من نفسه تجاه أقرب الناس إليه، فلاشك أنها مشاعر متراكمة ومركبة ودفينة. ولكن العلاج يقوم بدور هام، هو الفصل بين تلك المشاعر الذي يعاني منها مريض وسواس الأذى وبين ممارساته وأنشطته الحياتية، ويمكن الاعتماد على أكثر من طريقة للشفاء من وسواس الأذى ومنها:

1. العلاج النفسي

وأبرز نموذج من العلاجات النفسية التي تصلح للعلاج من مرض رهاب الأذى أو وسواس الأذى هو النموذج المعرفي السلوكي، وهو عبارة عن جلسات نفسية مكثفة يقوم بها الطبيب النفسي المعالج بطرق علمية ومنهجية، بحيث تهدف تلك الجلسات النفسية في النهاية إلى تغيير وتبديل في أنماط سلوكيات الأشخاص وأفكارهم. ويقوم الأسلوب السلوكي المعرفي على إثارة أسباب القلق التي يعاني منها الشخص بدلاً منه اختبائها بداخله، تمهيدًا لاستفراغ عقله من تلك التصورات بدلاً من أن تتسبب في ضغوط عليه وتوتر له.

2. العلاج الدوائي

من أساليب العلاج أيضًا العلاج الدوائي كاستخدام مضادات الاكتئاب والعقاقير الدوائية والطبية تحت إشراف الطبيب المختص. وكذلك يصرف الطبيب المعالج المثبطات اللازمة لامتصاص السيروتونين وهي المادة الفعالة المسؤولة عن التحكم في  الهواجس والأفكار القهرية.

3. التحفيز والتعزيز المغناطيسي

ربما يلجأ الطبيب المختص إلى العلاج بواسطة التحفيز والتعزيز المغناطيسي، وهو نوع من العلاجات الحديثة من خلال تعرض المصاب لأشعة الرنين المغناطيسي. ويكون ذلك في مرحلة متأخرة، عندما لا يجد المريض أية استجابة للوسائل النفسية أو الدوائية التي اتبعت معه، فيضطر الطبيب المعالج إلى التحفيز المغناطيسي.                                                                                        

هل تحتاج إلى المساعدة؟

يمكن أن يؤثر الوسواس بكل أنواعه على سير الحياة اليومية للشخص المصاب، إن كنت بحاجة للعلاج من الوسواس والتخلص منه، يمكنك طلب المساعدة من خلال التواصل مع موقعنا أونلاين، والجلسات تتم مع المعالج النفسي بإحترافيه شديده! .


بنهاية الموضوع : سآلين الله عز وجل أن يشفي كلَّ من أصيب بهذا الإضطراب القَهْرِي...
ختامــــــــا:-
•نحنُ معكم دائماً حدثونا بأي وقت تريدون! ولن نخذلكم أبداً فنحن في خدمتكم علي مدار اليوم! نتمني للوطن العربي #نفسيه_سويه_دائمه
شكراً للجمــــــــيع ♥
Relax Group