نقص الإنتباه وفرط النشاط ADHD عند الأطفال

مُقدمه : 

يعد اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط حالة مزمنة تصيب ملايين الأطفال وتلازمهم حتى في مرحلة البلوغ، من المشكلات التي يتم نَسْبُها إلى اضطراب الانتباه والتركيز: نقص الانتباه (Lack of attention), فَرط النشاط أو الحركة (Hyperactivity) والسلوك الاندفاعيّ (Impulsive behavior). يعاني الأطفال الذين يصابون بهذا الاضطراب بشكل خاص من تقييم ذاتي متدنٍّ، وعلاقات اجتماعية إشكالية وتحصيل متدنّ في المستوى التعليمي. وبالرغم من أن العلاج المتوفر لهذا الاضطراب ليس قادرًا على شفائه، إلّا أنه قد يساهم في معالجة أعراض الاضطراب، ويشمل العلاج عادةً الاستشارة النفسية، أو تناول العقاقير الدوائية المناسبة، أو قد يتمثل في الدمج بين كليهما. وقد يثير تشخيص الاضطراب مشاعر الخوف بل الرعب، كما قد تشكل الأعراض التي تصاحب الاضطراب تحديا يتحتم على الأهل والأطفال على حدٍ سواء، إلّا أن علاج هذا الاضطراب قد يشكّل نقطة تحول إيجابية، وبالتالي قد يبلغ معظم الأطفال الذين يعانون من الاضطراب ليصبحوا فعّالين، ومفعمين بالحياة وناجحين. 

السلوكيات العادية مقابل السلوكيات للمصاب بنقص الإنتباه وفرط الحركة :

يعاني معظم الأطفال المعافين من نقص في الانتباه من فرط الحركة للأطفال أو من سلوكيات اندفاعية في مرحلة ما من سنيّن حياتهم، فعلى سبيل المثال قد يُقلق الأهل تصرف طفلهم ابن الثالثة إذا لم يصغ لقصة يقصونها عليه من بدايتها وحتى نهايتها، فيخالجهم الشك بأن عدم إصغائه للقصة كاملة نابع من إصابته باضطراب قصور الانتباه وفرط الحركة. لكن معظم الأطفال في سن ما قبل الدخول إلى المدرسة يميلون إلى التركيز لفترات زمنية قصيرة، وبالتالي فليس بمقدورهم مواصلة القيام بنشاطِ واحد لفترة زمنية طويلة نسبيًا، أضف إلى ذلك أن مجال التركيز لدى الطلاب في السن المدرسي أو حتى لدى البالغين يتعلق أحيانًا كثيرة بمدى اهتمامهم بموضوع النشاط. وقد يكون بمقدور المراهقين مثلًا سماع الموسيقى أو التحدث إلى أصدقائهم على امتداد ساعات، بينما يستصعبون التركيز لوقت طويل عند تحضير واجباتهم ووظائفهم المدرسية في البيت. وينطبق هذا الأمر على فرط النشاط أيضًا، فالأطفال يتمتعون بحيوية عالية بشكل طبيعي إذ يسببون لآبائهم الإجهاد والتعب قبل أن يصابوا هم أنفسهم بالتعب، وفي بعض الحالات قد يصاب الأطفال بفرط النشاط بعد أن يصابوا بالإجهاد، أو الجوع، أو القلق أو عند انكشافهم لبيئة جديدة. إن بعض الأطفال بطبيعتهم هم أكثر حيوية من غيرهم؛ ولذلك لا ينبغي تصنيف أي طفل على أنه مصاب باضطراب قصور الانتباه وفرط الحركة لمجرد كونه يختلف من حيث التصرفات عن شقيقه أو عن أقرانه فقط. ولا يصح تصنيف الأطفال الذين يُظهرون بعض الإشكاليات في تصرفاتهم في إطار المدرسة فقط، بينما تكون تصرفاتهم اعتيادية في المنزل أو عند اللعب مع أصدقائهم على أنهم مصابون بهذا الاضطراب. وينطبق هذا الأمر على كلا النوعين أي الأطفال المصابين باضطراب فرط النشاط، وكذلك المصابين باضطراب نقص الانتباه، طالما لا تلحق تصرفاتهم الضرر بعلاقاتهم مع أصدقائهم أو بأداء واجباتهم المدرسية.

حالات طبية تتشابه في أعراضها مع اضطراب قصور الانتباه وفرط الحركة

هنالك عدد من الحالات الطبية التي قد تترتب عنها أعراض مشابهة, إلى حد كبير لأعراض اضطراب قصور الانتباه، من بينها:

  •      عُسر تعلّمي أو عُسر لغويّ.

  •     اضطراب نفسي مثل القلق أو الاكتئاب.

  •     فرط الدرقية.

  •     اضطرابات مصحوبة بنوبات صَرع.

  •     متلازمة الجنين الكحوليّ (Fetal alcohol syndrome).

  •     علّة في السمع أو في البصر.

  •     متلازمة توريت (Tourette syndrome).

  •     اضطرابات النوم.

  •     متلازمة أسبرغر (Asperger syndrome).

  •     مرض التوحد (Autism).

قد تؤدي بعض هذه الحالات الطبية المذكورة هنا إلى أعراض تشبه إلى حد بعيد أعراض اضطراب قصور الانتباه وفرط الحركة، لكن الأمر لا يقتصر على تشابه الأعراض وإنما تشير التقديرات إلى أن طفلًا واحدًا على الأقل من بين كل ثلاثة أطفال يعانون من هذا الاضطراب مصاب بإحدى هذه الحالات الطبية، أو بحالات طبية أخرى مشابهة لها.

أعراض قصور الانتباه وفرط الحركة :

ورغم أن قسمًا من الأطفال المصابين باضطراب نقص الانتباه والتركيز المصحوب بفرط النشاط يعانون من جانب واحد من هذه المعادلة، إلّا أن معظم الأطفال يعانون من المزيج الذي يشمل الاضطرابين معًا، وتظهر العلامات والأعراض الأولى للإصابة باضطراب عند القيام بفعاليات تتطلب التركيز وبذل مجهود فكري، على وجه الخصوص. تظهر علامات وأعراض اضطراب لدى معظم الأطفال الذين يتم تشخيص إصابتهم به قبل بلوغهم سن السابعة، حتى أن الأعراض الأولى يمكن أن تظهر لدى بعض الأطفال في سن أصغر كأن تظهر في فترة الرضاعة مثلًا.
 أعراض نقص الانتباه والتركيز :

من الأعراض التي تدل على الإصابة باضطراب نقص الانتباه والتركيز:

  • لا يستطيع الطفل في أغلب الأحيان على الانتباه للتفاصيل، أو ارتكاب بعض الأخطاء الناجمة عن قلة الانتباه في تحضير واجباته المدرسية، أو عند قيامه بنشاطات أخرى.

  •     لا يستطيع الطفل في معظم الأحيان على البقاء منتبهًا ومتيقظًا أثناء القيام بمهام معينة، أو واجبات مدرسية أو أثناء اللعب، فيبدو الطفل كأنه غير منصت لما يقال له حتى عندما يتم التوجه إليه بشكل مباشر.

  •     يُظهر الطفل صعوبةً في تنفيذ التعليمات أو تتبعها ولا ينجح في معظم الأحيان في إتمام واجباته المدرسية، أو واجباته البيتية أو واجبات أخرى.

  •     يُظْهر الطفل صعوبة في التنظيم أثناء تحضير الواجبات المدرسية أو خلال تنفيذ مهام أخرى.

  •  يتهَرّب الطفل من تنفيذ الواجبات التي لا يحبها والتي تتطلب بذل مجهود فكري، مثل: الواجبات المدرسية في المدرسة أو الوظائف البيتية.

  • يميل الطفل المصاب بهذا الاضطراب إلى إضاعة أغراضه، مثل: الكتب، والأقلام، والألعاب، والأدوات.

  •  يمكن إلهاء الطفل المصاب بهذا الاضطراب بسهولة فائقة.

  •  يميل الطفل إلى نسيان بعض الأمور.

  •   يُظهر الطفل التبرم وعدم الارتياح، ويتحرك بعصبية ويتلوى كثيرًا.

  •  يميل الطفل إلى ترك مكان جلوسه في الصف كثيرًا، أو يجد صعوبة في الجلوس في مكانه لفترة زمنية طويلة في الحالات التي يُتَوقّع منه ذلك.

  •  يميل الطفل إلى الركض أو التسلق، وأحيانًا كثيرة يقوم بهذه التصرفات بشكل مبالغ فيه وبشكل لا يتناسب مع الوضع.

  •  لا يستطيع الطفل في معظم الأحيان اللعب بهدوء وسكينة.

  •  يظهر الطفل دائم النشاط والحركة في معظم الأوقات.

  •  يميل الطفل إلى التحدث بصورة مفرطة.

  •  يميل الطفل إلى الإجابة قبل الانتهاء من سماع السؤال كاملًا.

  •  لا يستطيع الطفل في معظم الأحيان، انتظار دوره والالتزام بالدور.

  •  يميل الطفل إلى مقاطعة الحديث أو التشويش عندما يتحدث آخرون أو يلعبون.

 أعراض اضطراب فرط النشاط والسلوك الاندفاعي :

من الأعراض التي تشير إلى اضطراب فرط النشاط والسلوك الاندفاعي: هنالك اختلاف في سلوكيات المصابين باضطراب فرط النشاط والسلوك الاندفاعي بين البنين والبنات:

  •  يغلب فرط النشاط على تصرفات البنين بينما يغلب نقص الانتباه على البنات.

  •  يتمثّل نقص الانتباه لدى الفتيات في أحلام اليقظة بالأساس، بينما يتمثل فرط النشاط لدى البنين في الميل للعب أو الانشغال بأمور عبثية غير محددة الهدف.

  •  يميل البنون إلى أن يكونوا أقل إنصاتًا واتباعًا لتعليمات معلميهم أو غيرهم من البالغين، ممّا يجعل الإشكالية في تصرفاتهم ملحوظة وبارزة أكثر.

إذا لاحظتم بأن بعض تصرفات طفلكم تتسم بفرط النشاط أو نقص الانتباه بشكل متواتر، فقد يكون هنالك مكان للشك بأن تصرفات طفلكم ناجمة عن الإصابة بالاضطراب، وذلك في حال:

  •  استمرار هذه التصرفات لمدة زمنية تزيد عن الستة أشهر.

  •  ظهور هذه التصرفات في أكثر من إطار واحد.

  •  الطفل يشاغب ويثير الإزعاج في المدرسة بشكل دائم، سواء خلال اللعب أو أثناء القيام بالنشاطات اليومية الأخرى.

  •  علاقات الطفل في تعامله مع البالغين أو مع أقرانه من الأولاد تتسم بإثارة المشاكل.

أسباب وعوامل خطر قصور الانتباه وفرط الحركة :

يميل كثيرون من الأهالي إلى إلقاء اللوم على أنفسهم عند تشخيص إصابة طفلهم باضطراب قصور الانتباه وفرط الحركة، إلا أن الباحثين يزدادون اقتناعًا مع مرور الوقت بأن العوامل المسببة للاضطراب تعود إلى الصفات الوراثية، لا إلى الاختيارات السيئة أو المغلوطة التي يقررها الأهل. وبالرغم من أنه لم يتم الكشف إلا عن القليل من خبايا اضطراب نقص الانتباه والتركيز، إلّا أن الباحثين قد تمكنوا من تحديد بعض العوامل التي يمكن أن يكون لها تأثير على هذا الاضطراب:

 أسباب قصور الانتباه وفرط الحركة

تشمل أبرز الأسباب ما يأتي:

  • تغيير في بنية الدماغ أو أدائه.

بينما لا يزال المسبب الدقيق لاضطراب قصور الانتباه وفرط الحركة مجهولًا، إلا أنه بينت صور الدماغ حدوث تغييرات هامّة في بنية الدماغ وأدائه لدى الأشخاص المصابين بهذا الاضطراب، فقد لوحظ مثلًا وجود نشاط متدنّ في المناطق الدماغية المسؤولة عن النشاط والانتباه.

  •   الوراثة

يبدو أن اضطراب قصور الانتباه وفرط الحركة ينتقل وراثيًا من جيل إلى جيل، حيث أن واحدًا من كل أربعين طفلًا يعانون من الاضطراب لديه قريب عائلي واحد على الأقل يعاني من الاضطراب ذاته.

  • تدخين الأم خلال الحمل واستعمال مواد سامة تسبب الإدمان

المرأة الحامل التي تدخن تزيد من احتمال ولادة طفل يعاني من اضطراب نقص الانتباه والتركيز، كما أن الإفراط في تناول المشروبات الروحية وتعاطي المواد التي تسبب الإدمان أثناء فترة الحمل من شأنه أن يسبب هبوطًا في نشاط الخلايا العصبية التي تنتج الناقلات الكيميائية بين الأعصاب. كما تكون النساء الحوامل اللواتي يتعرضن لملوثات بيئية سامة أكثر عرضةً لولادة أطفال مع أعراض اضطراب نقص التركيز والانتباه.

 عوامل خطر قصور الانتباه وفرط الحركة :

تشمل عوامل الخطر التي تزيد احتمال الإصابة باضطراب نقص الانتباه والتركيز ما يأتي: 

  • تعرّض الجنين إلى مواد سامّة.

  • التدخين، أو شرب الكحوليات، أو تعاطي المواد التي تسبب الإدمان في فترة الحمل.

  •  تاريخ عائلي من الإصابة باضطراب قصور الانتباه وفرط الحركة، أو باضطرابات سلوكية أو نفسية أخرى.

  •  الولادة المبكرة.

  •  فرط الدرقية.

  • اضطراب المعارضة والتمرد (Oppositional Defiant Disorder - ODD).

مضاعفات قصور الانتباه وفرط الحركة :

قد يجابه الأطفال المصابون باضطراب قصور الانتباه وفرط الحركة الكثير من المصاعب في حياتهم إثر الإصابة بهذا الاضطراب، ومنها:     

  • يواجهون المصاعب أثناء الدروس التعليمية مما قد يسبب الفشل في التحصيل العلمي، بالإضافة إلى تعرضهم لانتقادات دائمة سواء من زملائهم أو من البالغين.

  •  يكونون عرضة للتورط في حوادث مختلفة للإصابة بضربات أو جروح أكثر من غيرهم من الأولاد الذين لا يعانون من هذا الاضطراب.

  •  يواجهون صعوبات في التعاون مع أترابهم أو مع البالغين.

  •  يكونون أكثر عرضة لخطر استهلاك المشروبات الكحولية وتعاطي المواد المسببة للإدمان.

  • اضطراب المعارضة والتمرد (Oppositional Defiant Disorder - O. D. D).

  •  اضطرابات سلوكية.

  •  الاكتئاب.

  •  العُسر التعلّمي.

تشخيص قصور الانتباه وفرط الحركة :

ليس هنالك اختبار واحد لتشخيص اضطراب قصور الانتباه وفرط الحركة مما يصعب عملية تشخيص هذا الاضطراب، ويعد جمع أكبر قدر من المعلومات التي تتعلق بالطفل المصاب باضطراب قصور الانتباه وفرط الحركة أفضل الطرق لتشخيص هذا الاضطراب بدقه، ولنفي احتمال الإصابة باضطرابات أخرى كثيرة قد تصيب الأطفال في مرحلة الطفولة. تبدأ المرحلة الأولى من التشخيص بإجراء فحص طبي شامل للطفل يتخلله توجيه أسئلة تتعلق بالصحة العامة للطفل، وبالمشاكل الطبية، وبظهور علامات أو أعراض بمشاكل ومسائل أخرى قد تظهر في محيط المدرسة أو المنزل. يبدي الأطفال الذين يعانون من اضطراب قصور الانتباه وفرط الحركة علامات على امتداد فترة طويلة، كما يُظهرون صعوبة كبيرة في الحالات الضاغطة بشكل خاص، أو أثناء القيام بنشاط يتطلب قدرًا عاليًا من الانتباه والتركيز، مثل: القراءة، وحل المسائل الحسابية، أو الألعاب التفكيرية. يعتقد معظم الأطباء بأنه من غير الصحيح تصنيف طفلٍ ما على أنه يعاني من هذا الاضطراب إلا إذا ظهرت لديه علامات وأعراض واضحة وحاسمة في فترة الطفولة المبكرة أسهمت في تواجد مشكلات في البيت أو في المدرسة بشكل دائم.

 معايير لتشخيص اضطراب نقص الانتباه والتركيز واضطراب فرط النشاط :

لتأكيد التشخيص بأن طفلًا ما يعاني من اضطراب قصور الانتباه وفرط الحركة ينبغي أن تتوفر لديه ستة أعراض على الأقل أو أكثر من الأعراض المُدْرَجَة في الفئات الآتية:

  •  فئة نقص الانتباه

تشمل أبرز الأعراض ما يأتي:

  1.  عدم قدرة الطفل، في معظم الأحيان على الانتباه للتفاصيل أو ميله إلى ارتكاب الأخطاء الناجمة عن نقص الانتباه في الواجبات المدرسية أو أثناء القيام بفعاليات أخرى    

  2. عدم قدرة الطفل في معظم الأحيان على البقاء يقظًا أثناء إنجاز المهمات، أو الواجبات، أو أثناء اللعب.  

  3. عدم إصغاء الطفل لما يقال له حتى عندما يتم التوجه إليه مباشرةً.

  4. إظهار الطفل صعوبة في تتبع وتنفيذ التعليمات وعدم نجاحه في معظم الحالات في إنهاء الواجبات المدرسية، أو الواجبات البيتية، أو المهمات التي تسند إليه.

  5. صعوبة في التنظيم عند تنفيذ الواجبات أو المهمات الأخرى.

  6. امتناع الطفل عن القيام بمهام لا يحبها أو المهام التي تتطلب جهدًا تفكيريًا.

  7. ميل الطفل في كثير من الأحيان إلى إضاعة أغراضه وفقدها، مثل: كالدمى، والفروض المدرسية، والأقلام، والكتب.

  8. إلهاء الطفل، بسهولة ملحوظة.

  9. كثرة ميل الطفل إلى نسيان بعض الأمور والمسائل.

 فئة فرط النشاط أو السلوك الاندفاعيّ :

تشمل أبرز الأعراض الآتية:

  1. يكون الطفل عديم الراحة حيث يحرك يديه وقدميه بعصبية وكثيرًا ما يتلوّى على مقعده.

  2. يميل الطفل كثيرًا إلى ترك مقعده في الصف أو لا يستطيع البقاء جالسًا في مقعده لفترة طويلة نسبيًا عندما يُتَوَقّع منه ذلك في بعض الظروف.

  3. يميل الطفل إلى الركض أو التسلق، ويقوم بهذه التصرفات أحيانًا بشكل مبالغ فيه وبشكل لا يتناسب مع الوضع، وتتمثل هذه الحالة لدى البالغين في انعدام الإحساس بالراحة في أحيان كثيرة.

  4. لا يستطيع الطفل على اللعب بهدوء وسكينة في معظم الأحيان.

  5. يبدو الطفل في حركة مستمرة ودائمة معظم الوقت ويتصرف كما لو أنه يعمل بمحرّك.

  6. يميل الطفل إلى التحدث بصورة مبالغة.

  7. يميل الطفل إلى الإجابة قبل أن يسمع السؤال كاملًا.

  8. لا يستطيع الطفل انتظار دوره في معظم الأحيان.

  9. يميل الطفل إلى مقاطعة الحديث أو التسبب بالإزعاج في أثناء حديث أو لعب الآخرين.

3. كيفية تحديد إصابة الطفل باضطراب قصور الانتباه وفرط الحركة

فضلًا عن ملاءمته لستة من هذه الأعراض التي تقدم ذكرها في كل واحدة من الفئتين، يعد الطفل مصابًا باضطراب قصور الانتباه وفرط الحركة عندما:

  • تظهر على الطفل علامات فرط النشاط والاندفاعية التي تؤدي إلى سلوكيات غير سليمة قبل بلوغه سن السابعة.

  • يقوم بسلوكيات غير مقبولة ولا تتناسب مع سلوكيات الأطفال العاديين الذين لا يعانون من الاضطراب.

  • تظهر هذه الأعراض لمدة زمنية تزيد عن ستة أشهر.

  • يُظهر الطفل علامات لسلوكيات غير سليمة في إطار المدرسة، وفي الحياة اليومية في البيت، وفي علاقاته مع المحيطين به، بحيث تظهر هذه السلوكيات في أكثر من بيئة واحدة.

 كيفية تحديد التشخيص الموضعي الأكثر تحديدًا في اضطراب قصور الانتباه وفرط الحركة:

بالإضافة إلى هذا يتلقى الطفل الذي يعاني من اضطراب قصور الانتباه وفرط الحركة تشخيصًا موضعيًا أكثر تحديدًا، مثل:

• اضطراب نقص الانتباه والتركيز الملحوظ

عندما تظهر لدى الطفل ستة على الأقل من الأعراض التي تندرج ضمن أعراض اضطراب نقص الانتباه والتركيز التي تقدم ذكرها. 

  • اضطراب قصور الانتباه وفرط الحركة وفرط النشاط والاندفاعية

عندما تظهر لدى الطفل ستة على الأقل من الأعراض التي تندرج ضمن قائمة أعراض فرط النشاط أو السلوك الاندفاعي التي تقدم ذكرها.

  • اضطراب قصور الانتباه وفرط الحركة المركب

عندما تظهر لدى الطفل ستة على الأقل من الأعراض التي تندرج ضمن كل واحدة من الفئتين التي ورد ذكرها أعلاه.

 تشخيص اضطرابات نقص الانتباه والتركيز لدى الأطفال الصغار :

رغم أن أعراض الاضطراب قد تظهر لدى الأطفال في سن الحضانة الإلزامية أو حتى لدى الأطفال في سن أصغر من ذلك، إلّا أن تشخيص هذا الاضطراب لدى الأطفال الصغار جدًا يعد عملية معقدة وصعبة. ويعود سبب ذلك إلى أن المشكلات التي قد تنشأ عند التطور مثل تأخر التطور الكلامي قد يتم تشخيصها عن طريق الخطأ على أنها اضطراب قصور الانتباه وفرط الحركة، ولذا فإن تشخيص الإصابة بهذا الاضطراب لدى الأطفال الصغار جدًا ينبغي أن يتم من قبل اختصاصي في الموضع، مثل: اختصاصي علم النفس، أو طبيب نفسيّ اختصاصي في علاج النطق واللغة، أو اختصاصي تطور الطفل.

 استبيانات ومقابلة :

بما أن أعراض الاضطراب لا تكون في أغلب الأحيان ظاهرة للعيان خلال الفحص الطبي الروتيني، حيث يستعين الطبيب المعالج بإجراء مقابلة وجهًا لوجه وباستبيانات ليتعرف أكثر على سلوكيات الطفل. وقد يطلب طبيب الأطفال التحدث إلى معلمي الطفل أو إلى أشخاص آخرين من معارف الطفل الذين على معرفة جيدة بالطفل، مثل: الحاضنة التي تعتني به، والمدربين أو المرشدين الذين يقابلهم الطفل دائمًا، وقد يستعين الطبيب أيضًا بسلم تدريج خاص لجمع وتقييم المعلومات الخاصة بالطفل.

علاج قصور الانتباه وفرط الحركة

تشمل أبرز العلاجات ما يأتي:

1. العلاج الدوائي

تعد الأدوية المنشّطة والأدوية المهدّئة العلاجات الدوائية الأوسع انتشارًا اليوم لمعالجة اضطراب قصور الانتباه وفرط الحركة لدى الأطفال، وهي تشمل:

  •     ميثيل فندات (Methylphenidate).

  •     ديكستروأمفيتامين (Dextroamphetamine).

وبالرغم من أن العلماء لا يعرفون تمامًا حتى الآن كيفية تأثير هذه العقاقير الدوائية، إلّا أن الانطباع السائد بينهم هو أن هذه الأدوية تعمل على تنشيط الدماغ وموازنة مستويات تركيز المواد الكيميائية في الدماغ، والمعروفة باسم الناقلات الكيميائية بين الأعصاب (Neurotransmitters). وتساهم هذه الأدوية في تحسين الأعراض والعلامات الأساسية المصاحبة للاضطراب كنقص الانتباه، والاندفاعية، وفرط النشاط بدرجة كبيرة جدًا أحيانًا، ومع ذلك فإن تأثير هذه الأدوية يدوم لوقت قصير جدًا فقط، ويزول بسرعة فائقة. فيما يأتي الآثار الجانبية الأكثر انتشارًا لدى الأطفال عند تناول العلاجات الدوائية المنشطة:

  •     فـَقْد الشهية.

  •     فقدان الوزن.

  •     اضطرابات ومشاكل في النوم.

  •     العصبية وانعدام الهدوء لدى زوال مفعول الدواء.

كما قد يكون لهذه الأدوية المنشطة تأثير في إبطاء نموّ الأطفال وتطورهم، لكن هذا التأخير في أغلب الأحيان لا يكون مستديمًا، وقد ثار بعض القلق والتخوف من استخدام الأدوية المنشطة لدى الأطفال الذين يعانون من الاضطراب ولم يبلغوا سن الالتحاق بالمدرسة بعد.

 العلاج الدوائي للاضطراب والمشاكل القلبية

لقد تم فعلًا تسجيل بعض حالات الوفاة جراء فشل القلب لدى بعض الأطفال والمراهقين الذين يتناولون هذه الأدوية المنشطة، لكن الحديث يدور هنا عن حالات نادرة.

 العلاج بالأدوية المُهَدِّئة

يُستخدم هذا العلاج أساسًا للأطفال الذين يعانون من الاضطراب ولا يجدي معهم العلاج بالأدوية المنشّطة نفعًا، أو للأطفال الذين تظهر لديهم أعراض وآثار جانبية من جراء تناول الأدوية المنشّطة. وتشمل العلاجات الأخرى المستخدمة لمعالجة الأطفال المصابين بالاضطراب ما يأتي:

  •      مضادات الاكتئاب.

  •     كلونيدين (Clonidine).

 معالجة اضطراب قصور الانتباه وفرط الحركة بالاستشارة

يجني الأطفال المصابون بهذا الاضطراب غالبًا فائدة جمة من محادثات العلاج بالاستشارة والتوجيه، أو من العلاج السلوكي، جميع هذه العلاجات يمكن تلقيها من قبل مجموعة من الاختصاصيين تشمل: الطبيب النفسي أو المعالج النفسي، العامل الاجتماعي أو اختصاصيين مؤهلين في مجالات الصحة النفسية المختلفة ومُجازين لتقديم هذه العلاجات. وقد يعاني بعض الأطفال المصابين بالاضطراب من ظواهر أخرى كاضطراب القلق أو الاكتئاب، وفي مثل هذه الحالات يمكن للاستشارة والتوجيه أن يساعدا في معالجة الاضطراب بحد ذاته، إضافةً إلى معالجة الظواهر المرافقة له. ومن بين أنواع الاستشارات الشائعة:

المعالجة النفسية.

  •     المعالجة السلوكية.

  •     المعالجة العائلية.

  •     التدريب على اكتساب المهارات والمؤهلات الاجتماعية.

  •     المعالجة بواسطة مجموعات الدعم.

ويمكن تحقيق أفضل النتائج من هذه العلاجات شرط ضمان التعاون المشترك والتام بين المدرسين، والأهل، والمعالِجين والمستشارين أو الطبيب النفسي، بحيث يعمل هؤلاء جميعًا سويةً كمجموعة واحدة من أجل تحقيق هدف مشترك. ويستطيع الأهل أن يلعبوا دورًا مركزيًا وحاسمًا من خلال بذل الجهود لتنسيق العمل المشترك والتعاون مع المعلمين، ومن خلال توجيههم إلى المصادر المؤهلة والموثوق بها لتلقي المعلومات والدعم اللازمين من أجل تحسين وضع طفلهم أثناء الدراسة.

الوقاية من قصور الانتباه وفرط الحركة

ليست هنالك أية طريقة لمنع الإصابة باضطراب قصور الانتباه وفرط الانتباه والوقاية منها تمامًا، إلا أن هناك بعض الخطوات التي يستطيع الأهل تتبعها لمنع الأعراض والمشكلات الناجمة عن الاضطراب ولضمان الصحة الجسدية والنفسية والعاطفية للطفل قدر الإمكان، ومن بين هذه الخطوات:

  • يجب جنب جميع الممارسات والسلوكيات التي من شأنها أن تلحق الضرر بالتطور السليم للجنين، مثل الامتناع عن شرب الكحوليات، والتدخين، والسجائر، أو استهلاك المواد التي تسبب الإدمان.

  •     يتوجب المحافظة على الطفل وحمايته من التعرض إلى مواد ملوّثة وسامّة، تشمل: دخان السجائر، والمواد الكيميائية المصنعة، أو المبيدات الحشرية الزراعية والدهانات التي تحتوي على الرصاص.

  •     يجب على الأهل أن يكونوا مثابرين في تصرفاتهم في وضع حدود واضحة وفي استخلاص استنتاجات واضحة من سلوكيات أطفالهم.

  •     يجب على الأهل الاهتمام ببناء نظام يومي ثابت لأطفالهم، في كل ما يتعلق بـساعة الخلود إلى النوم مساءً، وساعة الاستيقاظ صباحًا، وأوقات الوجبات، وأوقات إتمام المهام المنزلية البسيطة، وأوقات مشاهدة التلفاز.

  •     يجب على الأهل الامتناع عن القيام بأعمال متعددة عند تحدثهم مع الطفل، إذ من الضروري المحافظة على التواصل البصري مع الطفل لدى إملاء التعليمات، كما يُنصح بأن يتفرغ الأهل لبعض الدقائق يوميًا من أجل الإطراء على الطفل وامتداحه.

  •     يجب على الأهل التعاون التام مع مدرِّسي طفلهم ومعالِجيه ليتسنى تشخيص المشكلات التي قد تنشأ مبكرًا قدر الإمكان.

  •     يتم تشخيص إصابة الطفل بالاضطراب أو بأي من الاضطرابات الأخرى التي تؤثر على تحصيله العلمي أو على علاقاته الاجتماعية، ينبغي على الأهل أن يدركوا أن العلاج المبكر قد يساعد كثيرًا في تخفيف حدة التأثير على تنظيم نظام حياتي سليم للطفل.

العلاجات البديلة

قليلة هي الأبحاث التي تشير إلى أن العلاجات البديلة قد تساعد في تخفيف ملحوظ لحدة الأعراض التي قد تصاحب الإصابة بالاضطراب رغم أن بعض هذه العلاجات تساهم في ذلك:

1. العلاجات البديلة

من بين العلاجات البديلة ما يأتي:

 الحمية الغذائية

ترتكز معظم الحميات الغذائية المعتَمَدة لمعالجة هذا الاضطراب على الامتناع عن تناول الأطعمة التي يُعتقد بأنها تسبب فرط النشاط، مثل: السكريات والكافيين، بالإضافة إلى الأطعمة المعروفة بأنها تثير الحساسية، مثل: القمح، والحليب، والبيض. وتوصي بعض هذه الحميات الغذائية بالامتناع عن تناول المُلَوِّنات الغذائية الاصطناعية والمضافات الغذائية، ولا يوجد علاقة حتى اليوم بوجود علاقة ثابتة بين الحميات الغذائية وبين تخفيف أعراض وعلامات الإصابة بالاضطراب.

 المُضافات النباتية

ليس هنالك حتى الآن قول فصل في ما إذا كان تناول نبتة سانت جونز (St John's wort)، والجينسينغ (Ginseng)، والجنكة (Ginkgo)، والأدوية الطبية الصينية التقليدية، أو أي من الأعشاب الطبية الأخرى يفيد في معالجة الاضطراب.

    الأحماض الدهنية الأساسية

هذه المجموعة من الأحماض التي تشمل أحماض أوميغا 3 حيوية جدًا في عمل الدماغ.

    التدريب بواسطة الارتجاع العصبي (Neurofeedback)

الارتجاع العصبي يعمل على تسجيل النشاطات الكهربائية للموجات الدماغية، حيث يتكون هذا العلاج من عدد ثابت من الجلسات ويُطْلب من الطفل خلالها التركيز في بعض النشاطات المحددة بينما يستخدم الطفل جهازًا يقوم بعرض تركيبة الموجات الدماغية الخاصة به. يتعلم الطفل نظريًا الحفاظ على تراكيب الموجات الدماغية الخاصة به والتحكم بها وهي الموجات الصادرة من مقدمة الدماغ، وبهذه الطريقة يخفف من أعراض اضطرابات نقص الانتباه والتركيز. 

بنهاية الموضوع : سآلين الله عز وجل أن يشفي كلَّ من أصيب بهذا الإضطراب القَهْرِي...
ختامــــــــا:-
•نحنُ معكم دائماً حدثونا بأي وقت تريدون! ولن نخذلكم أبداً فنحن في خدمتكم علي مدار اليوم! نتمني للوطن العربي #نفسيه_سويه_دائمه
شكراً للجمــــــــيع ♥
Relax Group