جلد النفس

جلد النفس أو جلد الذات :

جلد الذات في علم النفس هو شعور اللوم وتأنيب الضمير الذي يراود الشخص عند ارتكابه أي خطأ مهما كان صغيراً أو كبيراً، وهو أسلوب تفكير مستمر وغير صحي ويعجز بسببه الشخص عن مسامحة نفسه أو التصالح مع ذاته أو حتى رفع قيمته الذاتية تجاه نفسه.

كما يعرف جلد الذات على أنه الشعور الكامن لدى الشخص بأنه ليس جيدا بما فيه الكفاية، وليس جيدا بعمل أي شيء في الحياة، إن كان في العلاقات أو في العمل، ويجد دائما وسيلة لإحباط نفسه مع عدم وجود أسباب منطقية لذلك، ويلاحظ أيضا أنه يميل إلى الحكم على نفسه استمرار، مثل أن يقول: أنا حساس، أنا غبي، أنا لا أفهم شيئا، كما أن جلد الذات يؤدي إلى الإنفصال عن الواقع وتصبح نظرة الفرد لنفسه على أنه عدو لذاته، والموبخ الأول والأخير لأخطائه.


الفرق بين جلد الذات ومحاسبة النفس :

يمكن أن تكون محاسبة الذات طريقة صحية لزيادة الوعي الذاتي وتحقيق النمو الشخصي، كما تساعد محاسبة النفس في كثير من الأحيان في تسهيل عملية التعلم من أخطاء المرء ويمكن أن يكون مفيدًا أيضًا عندما يحاول المرء التغلب على نقاط الضعف أو العادات غير المرغوب فيها، ولكن جلد الذات هو عائق أمام احترام الذات وراحة البال، كما أنّ المستوى العالي من جلد الذات يمنع الفرد من خوض تجارب شديدة بسبب خوفه من الشعور المستمر باللوم والندم، ويمنعه من الوصول إلى درجة عالية من توكيد الذات، والإيمان بقدراته الشخصية، ويجعله دائما في صراع مع نفسه.


من ناحية علمية ونفسية، يعتبر جلد الذات وسيلة تكيفية لاستيعاب الأحداث بصورة أفضل، رغم أن نتائجه سيئة، ولكنها ضرورية أثناء وبعد الموقف الضاغط، لأنه عندما لا يفهم الأشخاص لماذا حدث هذا الموقف وكيف حدث، يرون أن الوسيلة الأفضل والأقل ألما من فهم الحقيقة هي لوم الذات وجلدها، من خلال إلقاء اللوم على خصائص أو سلوكيات الذات، حيث يمكن للشخص الاستمرار في الاعتقاد أنه هو سبب كل المشاكل والأخطاء حتى لا يرى الآخرين على أنهم مصدر تهديد أو عدوانيين، وقد وجد أنّ الأشخاص الذين يميلون إلى تقدير الذات بصورة أعلى ومواجهة الواقع بحقيقته يتمتعون برفاهية نفسية أعلى.


أسباب جلد الذات :

وهذه أهم الأسباب لجلد الذات:

التربية الوالدية التي تتسم بالقسوة والعنف، حيث إن الآباء لديهم مشاعر مختلطة تجاه أنفسهم، ولديهم النقد أو الجلد الذاتي الخاص بهم، فهذا ينتقل إلى الأبناء بصورة واعية ولا واعية، خاصة إذا كان أحد الآباء يعاني من صدمة غير معالجة.
تكرار الأفكار السلبية، حيث أنّ الحديث الداخلي السلبي له الأثر الكبير في زيادة جلد الذات واللوم.
بيئة غير صحية مليئة بالتعنيف الجسدي أو المعنوي.
السعي الدائم للمثالية المزيفة والوهمية.


ما هي نتائج جلد الذات؟

يؤدي جلد الذات إلى العديد من النتائج السلبية؛ حيث أنّ الأفراد الذين ينتقدون أنفسهم:

يجربون عدد أقل من المشاعر الإيجابية والمزيد من المشاعر السلبية يومًا بعد يوم.
يصبحون أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب والإصابة بأشكال أخرى مختلفة من الأمراض النفسية، مثل اضطرابات الأكل واضطرابات القلق.
يتعاملون مع المشاكل في حياتهم بطريقة تجنبية وأقل إنتاجية، على سبيل المثال عن طريق العزلة عن الآخرين عندما يكونون منزعجين بدلاً من البحث عن الدعم.


كيف تتغلب على جلد الذات ؟

إليك بعض النصائح التي تساعدك في التغلب على جلد الذات:

تعلم التعرف على أنماط تفكيرك هو المفتاح لفهم كيف يؤثر تفكيرك على حياتك.
ابحث عن نشاط من شأنه أن يصرفك مؤقتًا عن الأفكار السلبية التي يتم تشغيلها في رأسك، مثل أن تذهب في نزهة، أو تتصل بصديق للتحدث عن موضوع مختلف، أو ابدأ في مشروع كنت تؤجله.
افحص الأدلة قبل أن تصدق أفكارك، لأن أفكارك ليست دائما صحيحة، وغالباً ما تكون سلبية بشكل مبالغ فيه.
طور حديثك الداخلي الإيجابي، ولكنك بنفس الوقت لا تحتاج إلى تطوير عبارات إيجابية غير واقعية؛ لأن الثقة المفرطة يمكن أن تكون ضارة مثل جلد الذات، ولكن النظرة المتوازنة والواقعية هي المفتاح لتصبح أقوى نفسياً.
اسأل نفسك ما هي النصيحة التي تعطيها لصديق يعاني من نفس مشكلتك.
وازن بين تحسين الذات وقبول الذات، حيث إن هناك فرق بين إخبار نفسك أنك لست جيدًا بما يكفي وتذكير نفسك بأن هناك مجالًا للتحسين، تقبل عيوبك كما هي الآن مع الالتزام بالتحسين في المستقبل.
اكسر دائرة تفكيرك بتعاطفك مع نفسك، كلما كنت أكثر تعاطفا ولطفا ورحمة كلما ارتفع لديك تقدير الذات.

طرق تساعدك علي مشكلة جلد الذات:

سامح نفسك: 


نحن بشر، ما يعني أننا جميعًا نرتكب الأخطاء، ومن المهم خلال رحلتك أن تتعلم كيفية التوقف عن جلد ذاتك عند ارتكاب أي خطأ. إننا غالبًا ما نشكل الكراهية لأنفسنا بسبب الأخطاء التي ارتكبناها في الماضي، ربما ظلمت شخصًا تحبه في الماضي، وهو ما يقودك للاعتقاد بأنك شخص فظيع أو قاسٍ، أو ربما تكون قد عانيت من قرارات مالية أو أخلاقيات العمل التي أثرت سلبًا على حياتك. يمكن لهذه الأشياء أن تجعلنا نشعر بنقص التقدير تجاه أنفسنا وتولد كراهية الذات. أسوأ شيء يمكنك القيام به هو السماح للأخطاء التي ارتكبتها بتحديد هويتك، أنت لا تملك السيطرة على الأخطاء التي ارتكبتها، ولكن يمكنك التعلم منها، فأنت ستقضي حياتك بأكملها تسقط وتتعلم كيفية النهوض بعد ذلك، نصف المعركة هو أن تتذكر ألا تلزم نفسك بمعايير مستحيلة على طول الطريق، وكونك واقعيًا سيوفر لك شوطًا طويلًا في التخلص من جلد ذاتك نهائيًا.

ذكر نفسك بالأشياء الجيدة: 

أحيانًا يكون للأشياء السيئة التي تحدث في حياتنا تأثير كبير على كيفية رؤيتنا لأنفسنا، قد يكون من الصعب التراجع خطوة إلى الوراء والنظر إلى الأشياء الجيدة التي تحدث أيضًا. الأشياء السيئة التي تحدث لنا تمنحنا الأمل والسعادة عندما نقارنها بالأشياء الجيدة، ولن تكون الحياة مرضية أو سعيدة دون صعوبات ومشقات فيها. بالإضافة إلى ذلك، هناك دائمًا جانب مضيء وإيجابي لكل شيء سيئ يحدث. وعندما يحدث لك موقف سيئ ابحث عن الجانب المضيء، ستتمكن دائمًا من العثور على شيء إيجابي واحد على الأقل نتج عن هذا الموقف. في بعض الأحيان نكون قريبين جدًا من الموقف بحيث لا يمكننا رؤية تفاصيله بدقة، وإذا كان هذا هو السبب احصل على بعض المداخلات الخارجية، يمكن لأحبائك مساعدتك على تشكيل نظرتك بشأن أي حدث يقع.

اعتنِ بنفسك: 

الرعاية الذاتية وحب النفس وتقديرها مترابطان، فإذا أهملت نفسك قد تجد أنك استنفذت الطاقة التي تحتاجها لدفع القوى الإيجابية. يشمل حب الذات والعناية بها الكثير من الأشياء، يمكن أن يكون بسيطًا مثل الاستحمام يوميًا والحصول على وقتٍ كافٍ من النوم وممارسة الهوايات، كما تعني الرعاية الذاتية أيضًا أخذ قسط من الراحة عندما تحتاج إليه، لأن هذا يعني إمكانية العودة للتواصل مع نفسك والاسترخاء عندما تحتاج إلى إعادة شحن نفسك. تعني الرعاية الذاتية أيضًا الاهتمام بصحتك الجسدية، ويشمل ذلك الطعام الصحي وممارسة الرياضة بانتظام. إن ممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم ليست لجسدك فحسب، بل لها فوائد نفسية كبيرة أيضًا، لأن النشاط الفيزيائي يعمل على إطلاق السيروتونين في دماغك، وهذه المادة الكيميائية مسؤولة عن التخلص من المشاعر السلبية الناتجة عن الاكتئاب أو القلق، كما أنها تحافظ على توازن كيمياء الدماغ.

تجاوز المواقف السلبية بسرعة وفعالية: 

إن الحقد وحمل الضغينة على نفسك أو غيرك ليس جيدًا لصحتك النفسية. في الكثير من الأحيان نقوم بأشياء نرفض مسامحة أنفسنا عليها، وهذا الشعور بالذنب يولّد كراهية الذات. إذا كنت تريد تعلم كيفية التخلص من جلد الذات فيجب عليك عدم التفكير بهذه الأشياء وتركها تذهب، مهما كان حجم الخطأ الذي فعلته فإنك تؤذي نفسك ومستقبلك فقط بحمل هذه الضغينة والشعور بالذنب. ببساطة تجاوز المواقف السلبية بسرعة وفعالية.

افعل ما تحب: 

فكر في الأشياء التي تحبها وتتحمس لها، كم تقضي من الوقت في فعل هذه الأشياء التي تجعلك سعيدًا؟ إذا لم تكن الإجابة على هذا السؤال هي “كثيرًا” فقد حان الوقت لإجراء تغيير، إذ تظهر الدراسات أننا نكون أشخاصًا أسعد وأكثر ابتهاجًا عندما نقوم بأنشطة نحبها أو نستمتع بها، وهذا مثال آخر على نشاط يحفز إفراز السيروتونين في الدماغ، ويساعدك أيضًا على إعادة التواصل مع نفسك والعثور على أشياء جديدة تحبها. لا يهم النشاط الذي تختار المشاركة فيه، فالأهم أنك تحب هذا العمل أو النشاط ويجعلك سعيدًا، ومن المهم أيضًا أن تقضي وقتًا كافيًا للقيام بهذه النشاطات وتكررها باستمرار. أما إذا أهملت هذه الأنشطة فإنك تخاطر بالعودة مرة أخرى إلى جلد وكره ذاتك الذي عملت بجد للتغلب عليه سابقًا.

فكر بشكل إيجابي: 

يرتبط تفكيرنا الداخلي كثيرًا بمدى حبنا لأنفسنا، إذا كنت تحبط نفسك باستمرار أو تفكر بشكل سلبي فلن تتعلم أبدًا كيفية التخلص من جلد الذات. الفكرة من هذا هي تغيير ذلك الحوار الداخلي، درب نفسك على التحدث بالحب بدلًا من الكراهية، والتفكير بإيجابية بدلًا من السلبية. إذا تأقلمت مع التفكير بإيجابية عن نفسك فستذهب الكراهية بعيدًا وتتلاشى، يمكنك تدريب نفسك على التحدث بحب مع ذاتك ومع الآخرين، سيعطيك هذا فرصة جديدة للحياة ويغير وجهة نظرك، فأحيانًا يكون هذا هو كل ما نحتاجه لنبدأ بحب ذاتنا بالطريقة التي نستحقها.

عش وقتك الحاضر وانسَ الماضي: 

إن عيش ذكريات الماضي بشكل مستمر لن يوصلك إلى أي مكان، ويمكن قول الشيء ذاته عن التطلع إلى المستقبل البعيد، فعليك أن تدرك أن العيش في اللحظة الحالية هو أفضل طريقة لتعلم كيفية التخلص من جلد الذات. لا يمكنك تغيير ما حدث في الماضي، والشيء الوحيد الذي يمكنك القيام به في هذه المرحلة هو المضي قدمًا، إن العيش في الوقت والمكان الحالي يريحك كثيرًا من ضغوط الحياة التي تواجهك، ويمنحك الطاقة التي تحتاجها للمضي قدمًا نحو حياةٍ إيجابيةٍ تحب فيها ذاتك.وأخيرًا أحط نفسك بأشخاص إيجابيين، إذ يلعب الناس الذين يحيطون بك دورًا كبيرًا في صحتك النفسية، وعليك التأكد من أن تحيط نفسك بأشخاص يحبونك ويدعمونك لأن ذلك يشكل خطوة أساسية في التخلص من جلد الذات ونقص تقدير النفس. 

ختامــــــــا:- 
•نحنُ معكم دائماً حدثونا بأي وقت تريدون! ولن نخذلكم أبداً فنحن في خدمتكم علي مدار اليوم!
 نتمني للوطن العربي  #نفسيه_سويه_دائمه
شكراً للجمــــــــيع ♥
Relax Group