مُقدمه: القلق من المشاعر المهمة والتي تساعد الفرد على الإنجاز ومواجهة الخطر وهناك فرق بين القلق الطبيعي واضطراب القلق المعمم حيث يؤثر القلق المعمم على جوانب الحياة المختلفة وقد يعيق الفرد عن أداء المهام ويسبب له الضيق والكرب.
تعريف القلق المعمم:
هو أحد إضطرابات القلق ويتميز بأنه قلق زائد وانشغال مستمر يصعب على المصاب به تحديد سبب الخوف يقلق بشأن أي شئ ويصعب السيطرة على المخاوف أو التخلص منها وقد يشكو المصاب غالباً من الأعراض الجسدية مثل الصداع، الشعور بضيق التنفس والتعرق، برودة الأطراف . وقد يعاني الأطفال والمراهقين من القلق المعمم وغالباً يكون الشعور بالقلق مرتبط بالمخاوف والقلق بالأداء أو الكفاءة في المدرسة أو في الأحداث الرياضية ويمكن أن يكافحوا للسعي إلى الكمال .
أسباب اضْطِرابُ القَلَقِ المعمم:
السبب المحدد لحدوث اضطرابات القلق غير معروف وغالباً يحدث نتيجة تفاعل مجموعة من العوامل وهي :
الوراثة : تشير الدراسات النفسية على أثر الوراثة في ظهور بعض الإضطرابات حيث أن الفرد قد يرث الجينات المسؤولة عن الاضطراب الكيميائي الذي يحدث القلق، ويكون مسؤول عن طبيعة الأعراض وعن العوامل الكيميائية المسئولة عن القلق.
العوامل العصبية : قد يحدث اضطراب القلق نتيجة خلل في تركيب الدماغ أو نتيجة نقص في إفراز الهرمونات .
العوامل البيئية: وتشمل التنشئة الأسرية , الشخصية ,الكوارث الطبيعية.
أسباب حدوث اضطراب القلق:
القلق من المشاعر المهمة التي تساعد الفرد في بعض المواقف وتحدث كرد فعل طبيعي على الضغط أو الخطر generalized anxiety disorder ، ولكن في إضطراب اﻟﻘﻠﻖ ليس هناك سبب محدد بل مجموعة من العوامل اتفق عليها باحثون علم النفس وهي كما يلي:
– الوراثة (الاستعداد الوراثي)
تشير الدراسات النفسية أن الوراثة لها أثر كبير في ظهور بعض الإضطرابات حيث أن الفرد يرث الجينات المسؤولة عن الاضطراب الكيميائي الذي يحدث اضطراب القلق، ويكون مسؤول عن طبيعة الأعراض وعن العوامل الكيميائية المسئولة عن القلق ولكن ليس بالضرورة كل من يعانون من اضطراب القلق المرضي gad أن يكون لديهم استعداد وراثي للإصابة.
– العوامل العصبية
1- النواقل العصبية
هي عبارة عن مواد كيميائية موجودة في الدماغ تعمل على تنظيم ونقل المعلومات من الجهاز العصبي إلى أعضاء الجسم الأخرى .ويعد هرمون السيروتونين من النواقل العصبية ويساعد في التحكم بالمزاج والشهية حيث يؤثر نقص هرمون السيروتونين إلى زيادة مستوى القلق في الجسم.
2- اختلافات وإصابات الدماغ
– الاختلافات ( حيث يؤثر الاختلاف في ترا كيب الدماغ إلى ظهور بعض الاضطرابات النفسية والسلوكية)
– إصابات الدماغ (قد تسبب بعض الحوادث والإصابات الى حدوث ضرر في إحدى أجزاء الدماغ مما يؤدي إلى خلل عصبي في الوظائف المعرفية التفكير والاستنتاج . الوظائف الانفعالية مثل ضعف التعاطف وبرود المشاعر.
– العوامل البيئية
العوامل البيئية متعددة وهي عبارة عن مواقف أو مرحلة يمر بها الفرد نتيجة حدوث مشكلات كبيرة لم يتم مواجهتها أو عدم اشباع حاجات معينه (مثل الحاجه للأمن وغيرها)ومع استمرارها تشكل ضغط نفسي وقد تؤثر على ضعف قدرة الفرد وإمكانياته في مواجهة الضغوطات مما يؤدي الى ظهور مشكلات واضطرابات نفسية ومنها القلق
وقد يتعامل الفرد معها بطرق غير صحيحة مما يساهم في استمرار المشكلة وازديادها ويؤثر على حياته مستقبلا.
1- التنشئة الأسرية
تلعب التنشئة الاسرية دورا هاما في تكوين شخصية الطفل وأظهرت الدراسات أن أساليب التنشئة الخاطئة التي تمارسها الأسرة كالحرمان العاطفي والعجز عن إشباع الحاجة إلى الأمن و الطفولة القاسية تسهم في إحداث الاضطراب النفسي للفرد .
2- الشخصية :
هناك نوع من الشخصية مرتبط في استمرار القلق حيث تعد طريقة تفكير الشخصية وكيفية مواجهتها للضغوط عامل مؤثر في الإصابة بالاضطراب النفسي وبعض الأفراد الذين لديهم استعداد للاصابة قد يعانون من ضعف الإحساس بالأمان و بالقيمة الذاتية و انعدام تقدير الذات وغيرها.
3- المشاكل الزوجية والمهنية
من الطبيعي حدوث بعض المشكلات المهنية أو الزوجية ولكن كثرة حدوث المشكلات وعدم القدرة على التعامل معها يؤدي إلى عدم استقرار الفرد وتسبب له مشاعر من الضيق والقلق.
4- الكوارث الطبيعية
تعد الهزات الأرضية والعواصف والزلازل والحروب من العوامل الخطيرة التي تدمر حياة الإنسان فلها آثار اجتماعية ونفسية على الأفراد والجماعات حيث أكدت منظمة الصحة العالمية أن الكوارث الطبيعية أحد أهم الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بمختلف الأمراض ومنها القلق النفسي الحاد.
وفي الختام تذكر أن أسباب حدوث الاضطرابات النفسية هي مجموعة عوامل وليس فقط عامل محدد.
وفضلا إذا شعرت أنك في حاجة إلى المساعدة إطلبها فالصحة النفسية حق للجميع .
أعراض القلق المعمّم:
وعلى حسب الدليل التشخيصي والإحصائي الخامس عادة ما يعاني الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب من أعراض تشمل:
عدم القدرة على التحكم في القلق المفرط
صعوبة النوم أو الاستمرار في النوم
التهيج
الفزع أو الخوف بسهولة، التوتر
صعوبة في التركيز
تشمل الأعراض الجسدية الشائعة ما يلي:
الصداع والتعب
توتر العضلات وآلامهم
صعوبة البلع
رجفة أو ارتعاش
التعرق
تهتز
ضربات قلب سريعة
غثيان
خفة الرأس ووخز في الأطراف.
الشعور بضيق في التنفس
الاضطرار إلى الذهاب إلى الحمام بشكل متكرر
الهبات الساخنة
نسبة انتشار القلق المعمم
وتشير بعض الدراسات إلى أن نسبة انتشار اضطراب القلق المعمم 3-8%, ومعدل نسبة اصابة النساء هي ضعف معدل إصابة الرجال وغالباً ما تظهر الأعراض خلال مرحلة المراهقة المتأخرة والرشد المبكر.
تشخيص القلق:
يجب مراجعة الطبيب النفسي أو المعالج النفسي المختص للحصول على تشخيص دقيق وصحيح ومن أدوات التشخيص:
التقييم النفسي
دراسة الحالة
الإختبارات النفسية
الملاحظة الإكلينيكية
علاجالقلق:
ويشمل علاج اضطرابات القلق على العلاج الدوائي والعلاج النفسي ويعتمد نوع العلاج على حسب الحالة وشدتها وقد يتم الدمج بين العلاج الدوائي والعلاج النفسي. العلاج الدوائي يتم تقييم الحالة من قبل طبيب نفسي مختص يقوم بوصف أنواع محددة من مضادات القلق تؤدي إلى خفض مستوى القلق بدرجة كافية بحيث يستطيع الفرد تركيز الانتباه ليتمكن من الحصول على فوائد العلاج النفسي حيث يهدف إستخدام الدواء إلى تهدئة الجهاز العصبي . علاج نفسي العلاج النفسي وله مسمى آخر العلاج الكلامي ويتم من قبل معالج نفسي مؤهل ومدرب وهو عبارة عن علاقة مهنية قائمة على التعاون بين المعالج والعميل حيث يقوم العميل بالتحدث عما يريد وعن سبب قدومه للعلاج وماذا يعاني وتتم في بيئة آمنة ومريحة وتتضمن السرية وتتيح جو من القبول التام ويقوم المعالج النفسي بدوره في الاستماع الفعال والتثقيف النفسي ومساعدة العميل في تعلم مهارات ذاتية تساهم في إستعادة سيطرة الفرد على القلق وعلى فهم أنفسهم بشكل أفضل ويتم ذلك من خلال عدة جلسات. والعلاج النفسي عدة أنواع وأكثر الأنواع فعالية لعلاج اضطرابات القلق هو علاج معرفي سلوكي.
علاج القلق ، متى يحتاج القلق إلى علاج؟
هل يحتاج القلق إلى علاج؟ نعم يحتاج القلق للعلاج، عندما يصبح القلق عائق أمام المصابين ويؤثر بشكل ملحوظ ومستمر على أداء المهام الوظيفية وغيرها وعندما تحد درجات القلق العالية من قدرة الفرد على التمتع بالحياة في الوقت الحاضر وعندما يقل النوم ويضعف تركيزه في الأمور اليومية ويشعر بالخوف حيث أن بعض أنواع القلق تؤدي إلى سلوك تجنبي والى حالة من العزلة أول التعلق الزائد بالأشخاص .
وقد يتأخر بعض المرضى في طلب العلاج النفسي غالباً لأن نسبة الأعراض الجسدية المصاحبة لإضطرابات القلق تكون أكثر وضوح وقد تُأخذ كدليل لوجود مرض جسدي مما يدفع المريض لخوض رحلة فحوصات طبية والانتقال من طبيب لآخر للبحث عن عن حل لمعاناته التي تتطلب مراجعة الطبيب النفسي، وقد يتحول القلق من اضطراب قلق عام إلي اضطرابات أخري مثل الوسواس القهري، وهذا نتيجة القلق والتوتر العقلي الشديد لمدة طويلة فيؤثر شعور الفرد في العديد من مشاعره وحياته ويمكن أن يؤدي إلي الانفصال الاجتماعي وخاصة إذا كان المصاب طفل فيؤثر القلق عليه بشكل صعب أثناء الدراسة، وهدف العلاج تخفيف درجة المعاناة والألم النفسي وتعلم طرق إدارة القلق ومواجهة المخاوف والمساعدة لإكتساب مهارات ذاتية بحيث يستطيع المريض أن يُمارس حياته بالشكل الطبيعي، و لخفض مشكلة حدة القلق لدي المصابين نعرض طرق علاج القلق:
العلاج الدوائي للقلق:
العلاج الدوائي : تقييم الحالة من قبل طبيب نفسي مختص يقوم بوصف أنواع محددة من مضادات القلق تؤدي إلى خفض مستوى القلق بدرجة كافية بحيث يستطيع الفرد تركيز الانتباه ليتمكن من الحصول على فوائد العلاج النفسي حيث يهدف إستخدام الدواء الى تهدئة الجهاز العصبي
العلاج النفسي:
وله مسمى آخر العلاج الكلامي ويتم من قبل أخصائي نفسي مؤهل ومدرب هو عبارة عن علاقة مهنية قائمة على التعاون بين المعالج والعميل حيث يقوم العميل بالتحدث عما يريد وعن سبب قدومه للعلاج وماذا يعاني وتتم في بيئة آمنة ومريحة وتتضمن السرية وتتيح جو من القبول التام ويقوم المعالج النفسي بدوره في الاستماع الفعال والتثقيف النفسي ومساعدة العميل في تعلم مهارات ذاتية تساهم في إستعادة سيطرة الفرد على القلق وعلى فهم أنفسهم بشكل أفضل ويتم ذلك من خلال عدة جلسات. والعلاج النفسي لاضطراب القلق عدة أنواع وأكثر الأنواع فعالية لعلاج اضطرابات القلق هو العلاج المعرفي السلوكي.
العلاج المعرفي السلوكي: (CBT)
نظرية ألبرت أليس ويعتمد على أن ردة فعل الفرد على الموقف (سلوكه) تكون مبنية على ماذا يفكر وماذا يشعر حيث أن الطريقة التي يفكر فيها الفرد تؤثر على الشعور وعلى السلوك فمثلا عند تعرض الشركة لحالة إفلاس قد تختلف ردة فعل كل موظف فمنهم من يبكي والآخر يدخل في حالة صمت وآخر قد يصرخ وهكذا وردة الفعل تعتمد بشكل مباشر(ماذا فكر كيف فسر الموقف ) ويكمن دور المعالج في توضيح دور الأفكار وما أثرها على السلوك والمشاعر وتكون غالبا غير منطقية وتؤثر على حياة الفرد ويساعد المعالج الفرد على تحديد تلك الأفكار او المعتقدات التي تؤثر على استمرار حالة القلق واستبدالها في معتقدات أكثر عقلانية وملاحظة كيف تتغير الاستجابة والشعور ويتعلم ايضا اسلوب المواجهة ويستهدف العلاج تعلم مهارات مساعدة مثل التنفس العميق والاسترخاء والتعرف على الحديث الذات السلبي مثل أنا ضعيف أنا فاشل واستبدالها بحديث ذاتي إيجابي.
وهنا بعض الأمثله للمعتقدات غير المنطقية
– الوجوبية (اللوازم) مثال
( يجب أن أحصل على علامة كاملة في جميع المواد)
– السلبية (التركيز على الجوانب السلبية مثلا ( لقد حصلت على علامة 29 في الامتحان لماذا لم احصل 30)
– (الكل أو العدم)
( إما أن يحضر الجميع إلى الحفلة وإلا أنا شخص غير محبوب)
مدة العلاج
يحدد كلا من الطبيب النفسي والمعالج النفسي
مدة العلاج بناء على نوع الحالة حيث يتم الاتفاق مع العميل على مدة استمرار العلاج يحتاج الأمر إلى الصبر والاستمرار وفي الغالب تستغرق المدة عدة أسابيع اسابع أو أشهر وأكثر لظهور النتيجة والشعور بالتحسن.
أفكار خاطئه حول العلاج
هناك بعض الأفكار المغلوطة والتي قد يقلق بعض الأفراد بشأنها وقد يتأخرون عن طلب المساعدة والعلاج ومن أهمها – العلاج الدوائي يسبب الإدمان ولكن العلاج الدوائي النفسي كغيره من أنواع العلاج الجسدية مهم ويساعد على تهدئة بعض الأعراض المؤلمة و يتم تحديد الجرعات اللازمة على حسب نوع الحالة وتم الاتفاق على طريقة الاستخدام والمدة التي يحتاجها المريض للتعافي . – من يطلب العلاج النفسي (مجنون )
وهذه فكرة مغلوطة بل إن المرض النفسي كغيره من الأمراض الجسدية ( السكر والضغط وأمراض القلب )
لكنه يصيب النفس ويؤدي إلى تعطيل الفرد عن ممارسة حياته بالشكل الطبيعي ويعاني من آلام نفسية وصعوبات تطلب الدعم والمساعدة النفسية . – العلاج النفسي فقط لمن يعانون من الاضطراب النفسي .
قد يعتقد البعض أن العلاج النفسي يقتصر فقط على من يعانون من اضطراب نفسي أو مشاكل خطيرة.
ولكن العلاج النفسي يقدم لجميع الفئات ولمن يجد صعوبة في حل المشكلات حيث أن طلب المساعدة المبكر مهم ويمكن الفرد من السيطرة على المشكلات أو الصعوبات.
ختامــــــــا:- •نحنُ معكم دائماً حدثونا بأي وقت تريدون! ولن نخذلكم أبداً فنحن في خدمتكم علي مدار اليوم! نتمني للوطن العربي #نفسيه_سويه_دائمه شكراً للجمــــــــيع ♥ Relax Group
