مُقدمه: يرى المتخصصون بمجال الطب النفسي أن آثار الضغوط النفسية على الجسم البشري أشبه بالسحر، حيث يمكن لها أن تقود عافية الإنسان من القمّة إلى القاع بدقائق معدودة، لكن كيف؟ هذا هو السؤال الذي سنحاول الإجابة عنه.
ما هو الضغط النفسي؟
يختلف تعريف الضغط النفسي باختلاف المنظور الذي يُنظر إليه من خلاله، بمعنى أن البعض ركّز تفسيره للضغط كنتاج لتأثير للعوامل الخارجية، بينما شدد البعض على أن الضغط النفسي ينبع من داخل الإنسان، فيما أشار البعض الآخر إلى أنه مزيج بين هذا و ذاك. على كُلٍ، طبقًا لمعجم التحليل النفسي، يُعرّف الضغط النفسي على أنّه مجموع العوامل الخارجية التي تضغط حالة الفرد النفسية، لدرجة تدفعه لحالة من التوتر والقلق الدائمين، الأمر الذي يعوقه عن تحقيق حالة التوازن. وتتضح توابع هذه الضغوط حين يوضع المرء في مواجهة موقف يتطلب استجابة سريعة، أو قدرة تفوق قدرته الحالية، لذلك، وكرد فعل للفشل في تلبية متطلبات الموقف، تنتاب الإنسان حالة من القلق أو التوتر، والذي قد يتطور ليتحول لاكتئاب في بعض الأحيان.
آثار الضغوط النفسية على الجسم:
للضغوط النفسية أعراض عدّة، لكن قبل أن نتعرّف عليها، يجب أولًا أن ندرك جيدًا أن أضرار الضغط النفسي على الجسم البشري ما هي إلا آلية من آليات الدفاع يستخدمها الجسم تلقائيًا لمواجهة مسببات الضغط النفسي. يمتلك الجسم البشري مجموعة من الهرمونات المسؤولة عن ضبط التوازن، مثل الكورتيزول والأدرينالين، وتعد هذه الهرمونات جزءًا من الجهاز «السيمبثاوي»، المسؤول ضمنيًا عن زيادة قدرة الجسم ورفع حدود طاقته وتوجيهها، من أجل التغلب على أسباب القلق أو التوتّر. لذلك، يمكن أن نستنتج حجم آثار الضغوط النفسية السلبية في حالة واجه الإنسان هذا الضغط لفترات طويلة، حيث يتحول ضخ الهرمونات لحماية الجسم بصفة دورية لحالة أشبه بالإدمان، لأن الجسم اعتاد أن تدافع عنه هذه الهرمونات، وهو ما لا يجب أن يحدث سوى لفترات قصيرة ومتقطعة، تجنبًا لزيادة مخاطر التعرض للأمراض كنتيجة منطقية لانشغال أعضاء الجسم بالدفاع عن الجسد ضد مسببات الضغط، وتجاهل الوظائف الطبيعية لها. ومن أبرز آثار الضغوط النفسية على الجسم، ما يلي ذكره.
اضطراب النوم.
اضطراب الشهية.
آلام الرأس والعضلات.
ارتفاع ضغط الدم.
مشاكل القلب.
السمنة أو النحافة المفرطة.
ضعف الجهاز المناعي.
التأثير على الجهاز الهضمي:
بشكلٍ تفصيلي، تؤثر الحالة النفسية السيئة الناتجة عن تعرض الإنسان للضغوطات بمختلف أنواعها على ديناميكية عمل أجهزة الجسم المختلفة، ومنها بالتأكيد الجهاز الهضمي، ومن أبرز أضرار الضغط النفسي على الجهاز الهضمي البشري، ما يلي.
آلام البطن والمعدة
تعثُّر الهضم.
اضطراب الشهية.
الغثيان أو القيء.
آلام المريء.
زيادة ضخ الأحماض بالمعدة.
التأثير على البشرة
لعل أحد آثار الضغوط النفسية على الجسم، هي تلك التي تظهر واضحةً على البشرة، مثل:
تساقط الشعر.
ظهور حب الشباب.
انعدام النضارة.
ضعف الأظافر.
تأثير الضغط النفسي على الجهاز العصبي
دون أدنى شك، تشمل آثار الضغوط النفسية على الجسم الشق المتعلّق بالجهاز العصبي، الذي يعد المتحكم الأول بل الوحيد في انفعالات الإنسان، بالتالي، فاستمرار التعرض للضغط النفسي، يتسبب في مزيد من المشاكل العقلية بجانب الجسدية.
كيفية تأثير الضغط النفسي على المخ..
يعتقد المختصون بطب النفس وعلوم الأعصاب أن هنالك العديد من آثار الضغوط النفسية السلبية على سلامة المخ، والتي تتطور أحيانًا لتتحول إلى اضطرابات حقيقة مثل:
تلف الذاكرة..
يعد ضعف الذاكرة من أضرار الضغط النفسي الأكثر شيوعًا، ويرجع السبب في ذلك لما أثبتته الأبحاث العلمية بأن استمرار التعرّض للضغط والتوتر يمكن له أن يقلّص حجم المنطقة المسؤولة عن الذاكرة بالمخ (Hippocampus)، كما أن التوتر الزائد عن حد معين قد يضر بمنطقة (القشرة الجبهية) التي حين يزداد الضغط عليها، يمكن أن تحدث بعض الاضطرابات النفسية التي ينتج عنها ضعف في الذاكرة.
رفع مستوى الكورتيزول..
من آثار الضغوط النفسية على الجسم، هو التأثير السلبي الذي يحدث جراء ارتفاع مستوى هرمون الكورتيزول في الجسم، وهو الهرمون المسؤول عن عدد من وظائف الجسم أبرزها التمثيل الغذائي. بزيادة التوتر، يرتفع مستوى الكورتيزول، وبذلك تزيد احتمالية الإصابة بارتفاع ضغط الدم، وظهور أعراض مثل الاكتئاب والتقلبات المزاجية المفاجئة.
قلة التركيز..
كلما زاد الشعور بالقلق، زاد التفكير في مسبباته، المعادلة بهذه البساطة، لكن المشكلة أن زيادة التفكير في المسببات قد تؤدي إلى خلل في وظائف المخ، ما يجعل التركيز غايةً يصعب إدراكها.
العصبية..
كنتاج لكل ما سبق، فالإجابة الأشمل للسؤال المتعلق بكيفية تأثير الضغط النفسي على الجهاز العصبي، يمكن أن تختصر في العصبية الزائدة، حيث تتراكم معظم العناصر السابقة بدايةً من عدم التركيز وقلة النوم، وصولًا إلى ارتفاع الضغط والشعور المستمر بالقلق.
كيفية الحد من آثار الضغوط؟
للتخلص من آثار الضغوط النفسية على الجسم، ينصح المختصون بضرورة اتباع مجموعة من الطرق للحد من تأثير الضغط النفسي على الجهاز العصبي وباقي أجهزة الجسم.
الابتعاد عن مصادر القلق
ينصح الأطباء النفسيون بضرورة الابتعاد عن مصادر ومسببات الضغط النفسي لتجنب آثار الضغوط النفسية على الجسم والمخ، عبر تجنب الأشخاص، الأماكن أو المواقف التي تستثير قلقهم قدر المستطاع.
ممارسة الرياضة
تساعد ممارسة الرياضة على الحد من أضرار الضغط النفسي الناتجة عن تعرض الإنسان لمواقف سلبية مختلفة أثناء يومه، لذلك ينصح بممارسة رياضات تساعد على الاسترخاء ‑لا يشترط أن تكون مجهدة- مثل اليوجا، السباحة، وتمارين التنفس المنتظم.
النوم المنتظم
يقلل الحصول على ساعات نومٍ منتظمة (تتراوح ما بين 6 و8 ساعات يوميًا) على تقليل احتمالية الوقوع كفريسة للتوتر، على أن تكون ساعات النوم في فترة الليل، لمنح الجسد ما يحتاجه من الراحة والاسترخاء.
التنظيم
للحد من آثار الضغوط النفسية على الجسم والعقل، يرى المختصون ضرورة اتباع منهج ثابت يتعلق بتنظيم الوقت، بحيث يتم تحديد توقيت واضح لكل نشاط يقوم به الفرد أثناء اليوم، وذلك بدوره يساعد على عدم الشعور الضغط، وبالتالي انعدام أحد مسببات التوتر.
التغذية السليمة
لتحجيم بعضا من أضرار الضغط النفسي، يمكن تناول الغذاء الصحي، حيث إن التغذية السليمة ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالحالة النفسية للإنسان، بشكل أشبه لما يعرف بتأثير «الدومينو»، حيث تؤدي التغذية السيئة إلى الشعور بالخمول، بالتالي تراكم المهام، ثم الشعور بالضغط نتيجة لذلك. أخيرًا؛ ينبغي التذكير أن آثار الضغوط النفسية على الجسم والعقل أمر حتمي، لأن الحياة بداهةً مليئة بمسببات القلق والتوتر، بالتالي لا يفترض أن يتوقع الفرد حياة بلا ضغوطات، بل الأفضل أن يحاول تقليل أثرها على صحته النفسية والبدنية بقدر الإمكان. بنهاية الموضوع : سآلين الله عز وجل أن يشفي كلَّ من أصيب بهذا الإضطراب القَهْرِي... ختامــــــــا:- •نحنُ معكم دائماً حدثونا بأي وقت تريدون! ولن نخذلكم أبداً فنحن في خدمتكم علي مدار اليوم! نتمني للوطن العربي #نفسيه_سويه_دائمه شكراً للجمــــــــيع ♥ Relax Group