مُقدمه:-
لا شك بأن الصدمات هي أكبر عامل ومسبب لظهور الإضطرابات النفسيه ، والإضطرابات الشخصيه ، وأحيانا الذهانيه. لما لها من تأثير قوي على مستوى التفكير والمشاعر و مستوي العقل الباطن. و إحداث تغيرات في التفكير والمخاوف التي تتحول بعد ذلك الى مخاوف مرضيه تكون صعبه على المتعرض للصدمه ؛ وتصبح غير سهلة التخلص منها إلا عن طريق المختصين...
الصدمه وتعريف مبسط لها:-
الصدمه هي إرتفاع لسقف التوقعات دون وجود أعمده سانده لهذا السقف. أو حدوث شيء غير متوقع فجأه دون سابق إنذار أو أدني توقع.
بمعنى آخر حدوث شيء غير متوقع الحدوص فجأه تجعل العقل البشري في حالة إرتباك شديد، وتتشتت ذهني يجعل العقل في حاله تقع بين خطي الوعي واللاوعي. مما يؤثر على مستوى الشعور الحسي وكذالك نمطية التفكير مما يفتح مساراً لدخول إضطرابات الشخصيه ، وكذلك الإضطرابات النفسيه التي تكون شيء صعب جداً على إنسان قد سبق له التعرض لصدمات نفسيه بأي درجه من درجاتها ؛
فمنها •الحاده ومنها •المزمنه ومنها •المعقدة (مركبه) ومنها •الصدمات الغير مباشره و •صدمات الطفوله و•الصدمات العاطفيه. وإكمالاً للموضوع فالتعرض لواحده من هذه الأنواع من الصدمات أغلب الأحيان تكون كافيه لظهور إضطراب نفسي دائم إن لم يخضع المتعرض للصدمه النفسيه للعلاج. لماذا تتأثر النفسيه البشريه بالصدمات؟
تتأثر النفسيه البشريه بحدوث الصدمات عندما تصل لدرجه من فقدان بعض المشاعر الإيجابيه مثل شعور الأمان أو الإستقرار الداخلي الذي يهدد بصوره مباشره وغير مباشره الصحه النفسيه لدي المتعرض للصدمه بشكل أو بآخر قد تظهرالإضطرابات النفسيه بعد التعرض لصدمه معينه على الفور أو قد تستغرق وقت قد يكون قصيراً أو على مدى طويل لحدوث إضطراب نفسي مزمن بشكل مباشر وملحوظ ، يكون العقل الباطن تأثر بها لوجودها مع المتعرض فتره طويله من الزمن مما يعطيها الفرصه الكافيه لحدوث تغيير في نمط التفكير وإتزان المشاعر؛ لأنه يسبب كما ذكرنا بالبدايه إضطرابات في الشخصيه والإضطرابات النفسيه أو الإثنين معاً ويزيد الأمر سوءاً بمرور الوقت. إن لم يخضع المتعرض للعلاج حتى يتخلص منها بمجموعة آساليب تمكنه من تفادي أثر هذه الصدمه وتصليح شعوره المضطرب نتيجة الصدمه ، ويقي نفسه من خطر تطور المشكله معه لصورة خطير يعلمها من يعلمها ويجهلها من يجهلها... الصدمه هي نقطه فاصل حرفياً في حياة المتعرض لها إن لم يتعامل مع هذه الصدمه بشكل سليم أو طلب المساعده من مختص تكون نقطه تحول في حياته ؛ والكثير يجهل هذا الموضوع ببداية الأمر حتى يتفهم في نهاية المطاف أن السبب وراء التغير الحادث في شخصيته أو في مشاعره وظهور بعض المخاوف الشديده بداخله بسبب هذه الصدمه التي لم يتعامل معها بالصوره السليمه ولم يكن لديه الوعي الكافي والإدراك حينذاك.
أغلب الصدمات تكون صعبه التعامل معها من طرف المتعرض لها أثناء حدوثها أو بعد حدوثها مباشره لأن العقل حينها يكون في حاله كبيره من عدم الإستيعاب؛والعقلنه الغير سويه التي تهيئ ظهور أفكار سلبيه ومخاوف مرضيه قويه ،ويكون الناتج منها ظهور مشاعر سلبيه مثل "الخوف،والشك،والقلق المعمم،والتوتر" التي تكون قابليتها للإستثاره عاليه عن الأشخاص الطبيعيين أو الأشخاص الذين لم تؤثر عليهم الصدمه بشكل كبير أو المحظوظين الذين لم يتعرضون لصدمات أو مواقف مؤلمه من قبل أو مواقف صعبه أو ضغط نفسي شديد.
هل هناك أشخاص تستطيع التعامل مع الصدمات؟
في الأغلب لا.. لكن الذي يفصل في هذا الموضوع هو درجة التوقع التي تسبق حدوث الحدث المفاجئ إن كانت درجة التوقع لحدوث الحدث الصادم كافيه فعندها تكون حدة أو شدة الصدمه ضعيفه نسبياً عن هؤلاء الذين لم تكن لديهم درجه بسيطة من درجات التوقع.
نسيتطيع القول بأن الشخص الذي لديه درجه ما من توقع حدوث الشيء الصادم من البدايه فإن حدوثه حتى ولو بعد فتره يكون تأثير الحدث ضعيف نسبيا عليه. لأن وقتها يكون لديه المناعه المسبقه التي تجعل تأثير الصدمه غير شديد على نفسيته على مستوى الأفكار والمشاعر.
هل ممكن حدوث صدمات في الصغر؟
نعم بكل تأكيد تتعرض هذه المرحلة للصدمات،وقد تحدث أكثر من صدمه أثناء فتره الصغر وما يجعل الأمر صعب حينها هوعدم القدره لدينا على التعامل مع هذه الصدمه التي قد تظل مخزنه داخل عقولنا الباطنيه ، وتكون أحد أسباب ظهور بعض المشاكل النفسيه لدينا بعدما نكبر ونصبح شباباً أو بعد إكتمال شخصيتنا بشكل كامل ؛ في الأغلب بعدها قد نعاني ايضاً من مشاكل أو مشكلات في الشخصيه وتكون هذه الصدمات في الصِّغر متمثله في شكل من أشكال "التهديد أو العنف بجميع اشكاله سواء جسدي أونفسي سواء عن طريق الأسره أو من المحيط ،وكذلك الكوارث الطبيعيه والمصطنعه،والأحداث المروعه والمثيره،الخوف الشديد"
ردة فعل العقل تجاه الصدمه:
تختلف ردة فعل العقل تجاه التعرض لصدمه من شخص لآخر ويرجع ذلك الى عدة عوامل منها:-
•العمر العقلي؛ •ومستوى الوعي؛ •ودرجه الإستيعاب؛ •ودرجه التوقع وهذه العوامل هي ما تجعل الصدمه تختلف في تأثيرها وشدتها على المتعرض لها من شخص لآخر ومنها التطور لحدوث مشكله نفسيه في ما بعد ...
أما ردة فعل العقل بحكم الإرتباك الشديد وتشوش الوعي لدى المتعرض للصدمه تكون بإحداث خلل (Disorder) في نمط التفكير والمشاعر لدي المتعرض ومن هنا يبدأ العقل البشري في تجهيز آلياته بغرض الدفاع فيحفز بعض المشاعر السلبيه بشكل كبير مثل "الخوف والقلق والفزع والهلع" ويجعل هذه المشاعر ذات حساسيه عاليه للإستشاره فيما بعد أو اأو كما لو كانت قرون إستشعار عند التعرض أو شبه التعرض للموقف مره اخرى بشكل مباشر أو غير مباشر مثل الشخص الذي حدث له شيء صادم في الظلام في حال تأثير الصدمه عليه نجد مجرد إقترابه من مكان مظلم تتحفز بداخله مشاعر الخوف ، والفزع ، والهلع بغرض الحمايه لكن بشكل مرضي وليس طبيعي ويصبح مره اخرى في حاله من الإرتباك الشديد خوفاً من تكرار الحدث أو حتى التعرض البسيط له لأنه مخزن داخل ذاكرة العقل اللاواعي.
لماذا تظل صدمات بداخلنا؟
بكل بساطه الأشياء التي يتعرض لها الأنسان عبر حياته يدركها في بداية الأمر من خلال العقل الواعي وهو ما يأخذ طاقه كبيره من طاقه جسمه للحفاظ على طاقه الجسم يحولها بشكل تلقائي الى العقل الباطن من أجل سريان الوعي بشكل طبيعي من أجل توفير طاقه الجسم والتفكير ؛ وهنا تظل هذه الصدمات مخزنه داخل العقل الباطن على هيئه مشاعر داخليه محسوسه علي مستوي الشعور وهي ما تزيد المشكله صعوبه لأنها قد تصل إلي درجه لا تحتمل.
هل الصدمات النفسيه قابله للعلاج؟
بكل تأكيد نعم ... الصدمات مهما اختلفت شدتها ومدتها فهي قابله للعلاج عن طريق مختص نفسي "معالج نفسى" بحيث يقوم المعالج بالرجوع إلى هذه الفكره أو الشعور أو التروما والبدء في آليات الخاصه للعمل على تنظيم الشعور والأفكار والمخاوف لكي يصلح هذه "التروما" المخزنه في العقل اللاواعي ؛ وبعد تصليح التروما والتخلص من المشاعر السلبيه تجاه الصدمه يصبح المريض متعافى تماماً من أثر هذه الصدمه.
أمثله على بعض المواقف التي قد تؤدي الى حدوث ترومات اتجاه المتعرض لها:-
ومنها ما يلي الكوارث الطبيعيه مثل الزلازل والبراكين والعواصف والأعاصير أو مصطنعه مثل الحرائق والشجار، والعنف ، والمقالب والعنف الأسرى والمشاكل الأسريه والعنف الجسدي في لصغر أو التعرض للإعتداء الجسدي والتنمر أو الضغط النفسي الشديد أو مفارقه احد المقربين أو الأذى النفسي عن طريق علاقات سامه أو مؤذيه أو فشل علاقه عاطفيه أوالحبس وقد تكون الصدمه عباره عن موقف صعب ربما حتي بالمشاهده وليس شرطاً التعامل بشكل مباشر.
علاقه الصدمات بإضطراب الوسواس القهري:-
الوسواس هو إضطراب نفسي لا يأتي بمفرده بل هناك أسباب تؤدي الى حدوته فواحده من هذه الأسباب هي التعرض للصدمه النفسيه أو الضغط النفسي الشديد بإحدى فترات الحياة ؛ وعلى الأغلب تكون قبل سن اكتمال الشخصيه وأحيانا كثيره في فترات الصغر قد يأتي الوسواس القهري من أكثر من مسبب ولا يقتصر فقط على الترومات أو الصدمات النفسيه و يكون عندها الوسواس القهري مكتسب وطبيعة الصدمات النفسيه تكسب المتعرض لها بعض المشاعر السلبيه القويه مثل المخاوف ، والهلع ، التوقع السلبي ، والحزن ، والضيق ، والقلق ، والإكتئاب الذي عادة ما يكون ناتج من إضطراب ما بعد الصدمه "PTSD" فعندها يكون المتعرض للصدمه أكثر عرضه من غيره على الإصابه بالوسواس القهري
وإليك بعض الإضطرابات المحتمله بعد التعرض للصدمه:-
•الإكتئاب •الهلع •الإدمان •الوسواس القهري •إضطرابات انفصاليه •وإضطرابات التوافق •والرهاب الإجتماعي •وتبدد الواقع •وتشوه الهويه •أو إضطرابات في الهويه.
كيف تقدم المساعده لشخص تعرض لصدمه؟
1- السماع الجيد له،والإصغاء لكل ما يقوله دون مقاطعته.
2- التعامل بذكاء وعدم لفت انتباهه الى تفاصيل الصدمه التي حدثت
3- عدم القاء اللوم أو تحميل المسؤوليه عليه.
4- التحدث معه بصوت هادئ ووجه مبتسم.
5- النصح والإرشاد والحث علي الذهاب لمختص نفسي لتنظيم المشاعر والتفكير ويقوم باعطائه تمارين السيطره على الصدمه وعدم تفاقم الأمر معه وتطوره مع الوقت،و يقوم بتدريبه على تجاوز الصدمه بسلام.
6- لا تتركه يجلس منفردا وتكون معه اغلب الوقت.
7- الذهاب معه للنزهه ، و سماع موسيقى معاً.
8- رافقه الى الصلاه بدون تشديد أو دون الطلب الملح.
9- إزاله اي شيء من أمامه قد يعمل على تذكره الموقف الصعب أو الصدمه.
10- محاوله اشغال وقت فراغه بوسيله إيجابيه.
11- محاوله جعل أحد المقربين والمحبوبين بالنسبه له بالقرب منه أغلب الوقت. ومراقبته بذكاء وحكمه.
12- الأكل الصحي 3 وجبات اقل تقدير.
13- محاوله غمره في ممارسه تمارين رياضيه غير عنيفه.
14- المشي يوميا لمده 30 دقيقه تحت أشعه الشمس المتوسطه.
15- مراقبه السلوك والتصرفات من أجل الإطمئنان عليه من فعل اي سلوكيات قد تكون مضره له ولمن حوله.
16- توفير الهدوء من حوله ومساعدته في الخلود الى النوم.
17- النصح بعدم السهر وتجنب المشروبات المنبهه.
18- اذا كان مدخن ينصح بعدم التدخين الزائد خلال هذه الفتره مع التوعيه السليمه التي تخص الفتره الحاليه التي يمر بها
19- وأخيراً من الضروري جداً مراجعة معالج نفسي كي يعزز بداخله الشعور بالأمان مره أخرى.
**نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيكم شفاءاً لا يغادر سقماً** • نحنُ معكم دائماً حدثونا بأي وقت تريدون! ولن نخذلكم أبداً فنحن في خدمتكم علي مدار اليوم! نتمني للوطن العربي #نفسيه_سويه_دائمه
شكراً للجمــــــــيع
Relax Group