الشخصيه التَجنبيه!

مُقدمه:
تختلف أنماط التفكير بيننا كبشر تبعا لاختلاف البيئة التي نشأنا بها، لذلك يمكن القول أن المسؤول الأول وليس الوحيد عن تشيكل نمط التفكير لدينا هو العائلة أي المحيط الذي نشأنا به. التربية هي المسؤولة عن إنشاء إنسان ذو شخصية تجنبية أم شخصية اجتماعية. ندرك بأن هناك طبيعة بشرية لكل منا، بمعنى يوجد أشخاص بطبيعتهم يتجنبون التفاعل مع محيطهم ولكن على أن تمارس هذه الطبيعة ضمن المعقول ولا تتحول لسلوك دائم يعيق سير حياتهم اليومية. تبعا لذلك نتناول في هذا المقال التعريف بأصحاب اضطراب الشخصية التجنبية، أعراض الشخصية الاجتنابية وكيفية علاج هذه الاعراض.

ما هو اضطراب الشخصية التجنبية؟

نمط من اضطراب الشخصية يغلب عليه الشعور بالوحدة واجتناب العلاقات الاجتماعية والاندماج مع الآخرين. على الرغم من ضرورة أن يكون لديه علاقات لكنه يفكر بأنه لابد وسيفشل فيها، أو أن الآخرين سوف يتركونه أو يضرونه لذلك يجد أن الحل الأفضل أن يتجنبهم. مع العلم أنه إذا كان أحد الزوجين مصاباً بهذا الاضطراب من المؤكد أن شريكه سيعاني من جفاف عاطفي شديد.

أعراض اضطراب الشخصية التجنبية     

  1. الحساسية الشديدة تجاه النبذ أو النقد

  2. نقص واضح في مهارات التواصل الاجتماعي. ومهارات إثبات الذات مع الميل إلى المسالمة وتحاشي الخلافات والمواجهات مع الآخرين؛ خوفاً منهم لا لدافع ديني أو خلقي. فشعاره قول القائل: من سالم الناس يسلم من غوائلهم وعاش وهو قرير العين جذلان.   

  3. يتجنب صاحب اضطراب الشخصية التجنبية الاندماج الاجتماعي ومخالطة الناس. خوفاً من الانتقادات، وهرباً من الإحراجات المتوقعة (الارتباك – الخجل..) رغم الرغبة في المخالطة وعدم الاستمتاع بالوحدة (مقارنة بالشخصية المعتزلة)، وحينما يتأكد من قبول الآخرين له ورضاهم عنه يخالطهم   

  4. يشعر صاحب اضطراب الشخصية التجنبية من الانزعاج الشديد والحساسية المفرطة. من انتقادات الناس وملحوظاتهم، والمبالغة في استقبالها وتفسيرها بأنها تدل على الازدراء والسخرية أو الرفض والكره والبغض.

  5. تجنب التواصل الجسدي لأنه قد يرتبط بمحفزات غير سارة ومؤلمة. 

  6. الشعور بالعجز وعدم الكفاءة. لذلك يؤجل أعماله كثيراً حتى تتراكم وفعلاً يعجز عن القيام بها، وحينها يزداد عنده هذا الشعور وهكذا دواليك يدور في هذه الدوامة. 

  7. انخفاض شديد في تقدير الذات. 

  8. عدم الثقة في ولاء الآخرين له. والشك فيهم وترصد الوقت او الموقف الذي سوف يضروه والذي يؤدي بالتالي الى تحقق نبوءته والتضرر الفعلي منهم.

  9. الابتعاد العاطفي والخوف من الحميمية والمودة. لذلك قد يكون صاحب اضطراب الشخصية التجنبية العديد من العلاقات العابرة ولكن يتجنب علاقة عميقة مع زوجته. وكذلك إذا كانت الزوجة مصابة بهذا الاضطراب.

  10. التحرز من المهام والأنشطة الاجتماعية التي تتطلب تفاعلاً مع الآخرين، ولا سيما تلك الأعمال التي تتطلب شيئا من المواجهة والحزم والتفاوض. فشعاره قول القائل: كن عن جميع الناس في معزل قد يسلم المعزول في عزلته 

  11. التصور الذاتي بالوحدة، بالرغم من أن الآخرين يجدون العلاقة مع أصحاب اضطراب الشخصية التجنبية ذات معنى.  

  12. قد يقترن مع هذا اضطراب الشخصية التجنبية رهاب الأماكن العامة.

ما هو علاج اضطراب الشخصية التجنبية؟

يعد العلاج السلوكي المعرفي هو العلاج الأكثر نجاعة والمعتمد في معالجة اضطراب الشخصية التجنبية والذي يعتمد بشكل أساسي على تمكين المريض من مواجهة مخاوفه تجاه الآخرين، ذلك عن طريق إدماج المريض في المجتمع من خلال تعزيز مهارات الاتصال والتواصل مع الآخر، والعمل على دفع المريض لتكوين علاقات اجتماعية بشكل تدريجي. من المهم التأكيد على أن التوجه للعلاج الدوائي لن يحقق فعالية كبيرة وذلك لتركيزه على علاج أعراض المرض المتمحورة حول مزاج المريض، وليس أساس المرض بحد ذاته لذلك يفضل الاعتماد على العلاج السلوكي الذي يركز على تعزيز مهارات المريض الاجتماعية. إذا كان لدينا من أصدقائنا أو أهلنا أشخاص مصابون باضطراب الشخصية التجنبية علينا أن ندرك أن انتقاد سلوكياتهم الانعزالية والتجنبية وانتقاد نمط حياتهم لن يجدي نفعا في تعافيهم أو في جعلهم أشخاص اجتماعيين، بل على العكس من الممكن أن يكون لديهم رد فعل معاكس ما يجعلهم تجنبيين أكثر. الكثير من أصحاب اضطراب الشخصية التجنبية يجدون أن الاضطراب هو جزء من طبيعتهم وشخصيتهم، ولا يدركون أنها تشكل عائق أو مشكلة لديهم. لذلك كل ما عليكم فعله هو محاولة إدماجهم في علاقات اجتماعية صحية، تعزيز مهارات التواصل لديهم، تقوية ثقتهم بأنفسهم، وإفهامهم أن الآخر إنسان مثلهم مهما انتقدهم هو أيضا لديه جوانب ضعف في شخصيته.

اضطراب الشخصية التجنبية والعذاب الطفولي!

اضطراب الشخصية التجنبية هو حالة نفسية تتميز بنمط ثابت مدى الحياة وينطوي على نوع من التثبيط الاجتماعي الشديد، والشعور الدائم بعدم القدرة على أداء وفعل شيء وكذلك بعدم الكفاءة، والحساسية الشديدة تجاه الرفض، وقد يتجنب الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الشخصية التجنبية العمل بسبب المخاوف من النقد والسخرية أو الإحباط من الآخرين. حيث يعاني الشخص المصاب باضطراب الشخصية التجنبية والعذاب الطفولي من انعدام الثقة بالنفس، والانشغال بأوجه القصور الخاصة به، ولا يقيم علاقات مع الآخرين بسهولة. ووفقا للأبحاث العلمية تقدر نسبة المصابين باضطراب الشخصية التجنبية بحوالي 2% من سكان العالم وهي مقسمة بين النساء والرجال على حد سواء.

ما هي أعراض اضطراب الشخصية التجنبية؟

يتميز اضطراب الشخصية المتجنبة بثلاثة مكونات رئيسية: 

  •  الخوف من الاجتماعيات.

  •  مشاعر النقص.

  •  حساسية للنقد أو الرفض.

للحصول على التشخيص، يجب أن يكون الشخص قد اختبر هذه المكونات في الوقت الذي يصل فيه إلى سن البلوغ، ولكن بوجه عام هناك أعراض نستطيع من خلالها أن نشخص حالة اضطراب الشخصية التجنبية وهي:

  •  تجنب الأنشطة في العمل التي تنطوي على الاتصال بين الأشخاص بسبب الخوف من النقد أو الرفض.

  •  عدم الرغبة في التفاعل مع الآخرين ما لم يكن متأكدًا من أنهم سيحصلون على رد إيجابي.

  •    التردد في العلاقات الحميمة بسبب الخوف من الخجل.

  •   الانشغال بالنقد في المواقف الاجتماعية.

  •   الشعور بالنقص والإعاقة في المواقف الاجتماعية الجديدة.

  • تصور الذات على أنها غير كفؤة وغير جذابة.

  •   عدم الرغبة في المخاطرة أو المشاركة في الأنشطة التي قد تؤدي إلى الإحراج.

  •  عدم وجود أصدقاء مقربين.

  •  التردد في التفاعل مع الناس.

  •   المبالغة في الصعوبات المحتملة.

  •   فقدان الرغبة في تحمل المخاطر أو تجربة أشياء جديدة.

ما هي أسباب الإصابة باضطراب الشخصية التجنبية؟

حتى الآن لم يتوصل الباحثون تمامًا إلى أسباب اضطراب الشخصية التجنبية، لكنهم يعتقدون أنها مزيج من العوامل الوراثية والعوامل البيئية.

هل هناك فترة أو وقت يبدأ فيه اضطراب الشخصية التجنبية في الظهور؟

يبدأ اضطراب الشخصية التجنبية في الظهور عادة في مرحلة الطفولة مع الخجل والعزلة وتجنب الغرباء أو الأماكن الجديدة، والكثير منهم يحاولوا التخلص بعناء من هذا الاضطراب لأنه يؤثر سلبا على اجتماعياتهم، ولكن أولئك الذين يتطور لديهم اضطراب الشخصية التجنبية يصبحون أكثر خجلًا عندما يدخلون في مرحلة المراهقة والبلوغ.

هل هناك علاج لحالة اضطراب الشخصية التجنبية؟

1. العلاج الدوائي:

يكون عن طريق استشارة الطبيب المختص والذي يحدد الدواء المناسب والجرعة الصحيحة بعد تأكيد إصابة الشخص باضطراب الشخصية التجنبية، وهذا ما نقوم به هنا في مستشفى بريق للطب النفسي وعلاج الإدمان

2. العلاج النفسي والسلوكي:

العلاج النفسي والسلوكي يعتبر هو الأساس القوي للعلاج وبجانبه تكون الأدوية البسيطة، وبدون علاج قد يستسلم أولئك الذين يعانون من اضطراب الشخصية التجنبية لحياة من العزلة شبه الكاملة أو الكلية، وقد يسبب ذلك الاستمرار تطوير اضطراب نفسي آخر واللجوء إلي سلوكيات قد تكون أشد خطورة مثل تعاطي المخدرات أو اضطراب المزاج مثل الاكتئاب، ومن المهم الحصول على مساعدة من الطبيب النفسي إذا كان الخجل أو الخوف من الرفض يطغى على قدرة المرء على العمل في الحياة وتشكيل العلاقات لذلك يجب عليك التوجه فورا إلينا مستشفى بريق للطب النفسي علاج الإدمان لكي يتم علاجك بإذن الله علاج سلوكي ودوائي حسب حالتك.

كيف يمكننا أن نتعامل مع صاحب الشخصية التجنبية؟

كثير ما ستشعر عندما تقابل تلك الشخصية بأنك أمام شخص غامض غريب الأطوار غير منفتح لا يقبل بالاختلاط، وهذا يثير من حوله الأقاويل والتكهنات حيال حياته الخاصة وتكثر حوله الإشاعات، وهذا النوع من الشخصيات يجعله في موضع نبذ اجتماعي، لذلك عند وجود مصاب بهذا الاضطراب عليك ألا تسخر منه أبدا وتتركه يعبر عن رأيه بكل أريحيه ولا تجبره على فعل أشياء غير مرغوبة، وحاول أن تبني ثقة بينك وبينه لتستطيع إقناعه بمراحل العلاج النفسي.
بنهاية الموضوع : سآلين الله عز وجل أن يشفي كلَّ من أصيب بهذا الإضطراب القَهْرِي...
ختامــــــــا:-
•نحنُ معكم دائماً حدثونا بأي وقت تريدون! ولن نخذلكم أبداً فنحن في خدمتكم علي مدار اليوم! نتمني للوطن العربي #نفسيه_سويه_دائمه
شكراً للجمــــــــيع ♥
Relax Group