الرهاب الإجتماعي!

غالبًا ما يقال إذا كنت تريد معرفة المزيد عن موضوع معين، فمن الأفضل أن تذهب أصله، ولكن مع موضوع  إضطراب القلق الاجتماعي، فإن الأمور ليست بهذه السهولة، لان الموضوع مختلط وبه العديد من الأقاويل والأسباب والأبحاث، وقد اخترنا ان نوضح لكم معنى الرهاب الاجتماعي وأعراضه وكيف يكون علاجه من خلال هذه المقالة القصيرة جداً.   

اضطراب القلق أو الرهاب الاجتماعي:

 إضطراب القلق الاجتماعي أو الرهاب الاجتماعي (وهو بالانجليزية يعنى Social anxiety disorder)، قد عرفه بعض علماء النفس الخبراء على أنه نوع من الاضطرابات النفسية الصعبة، وهو يصيب الإنسان عندما يتعرض للحديث لاول مره امام اشخاص لا يعرفهم أو امام جمهور عدد كبير، فيشعر الإنسان المصاب بهذا المرض بالخوف والتوتر الزائد في اثناء مواجهة هذا الموقف، ويواجه الفرد الرهاب أيضا في المواقف التي يشعر فيها الشخص أنه تحت المجهر او ان الجميع يراقب تصرفاته ويترقبه أو عندما يشعر الإنسان أنه في حلقة التركيز وأن كل من حوله يهتم بما يقوم به وينظر إليه، في هذه الحالة تظهر على مريض الرهاب الاجتماعي علامات القلق والخوف والخجل أيضا، فمن الطبيعي في هذا الوقت أن يخطيء هذا الشخص أو يتلعثم مما يؤدي به للارتجاف والخفقان وضيق التنفس والعديد من الاعراض الاخرى التي تعرقل الفرد وتجعله لا يتم سلوك التواصل بشكل صحيح.   

آثار مرض الرهاب الاجتماعي السلبية :

 في الواقع، يعاني الكثير من البشر من الآثار السلبية لهذا المرض النفسي، ومنها ما يلي: 

  • عندما يواجه المصاب أعراض الخوف والقلق في موقف ما فإنه يتجنب بشكل كامل المشاركة في المواقف الاجتماعية أو الدخول في مناقشات مع من حوله، وذلك الأمر بالطبع يزيد من مخاوفه تجاه الاخرين ويجعله لا ينضم الى اي ندوة او مؤتمر او اي مكان يتجمع به الناس لأي سبب.

  • إذا استمر مرض الرهاب الاجتماعي لدى الفرد لفترة طويلة دون علاج نفسية له، يعمل ذلك على إضعاف ثقة المرء بنفسه جداً، فيجعله سلبيا في الكثير من المواقف التي تتطلب الايجابية والمشاركة الفعالة، وتتفاقم هذه المشاعر لدى المرء في المستقبل مما يزيد الحالة سوءاً.

  •  الأمر الأخطر، أن معظم المصابين بالرهاب الاجتماعي، وخاصة من الإناث، قد يتأخرون في طلب العلاج لسنين طويله، وقد يرجع هذا التأخير الى خجلهم من الحالة نفسها أو خوفاً من مواجهتها والاعتراف بوجودها، او الى عدم قدرتهم على التعبير عن ما يدور بداخلهم.

  •  واحدة من أكبر الأعباء التي تواجه الناس المصابين بالرهاب الاجتماعي هو الافتقار إلى المهارات الاجتماعية، وذلك لأن تجنب التعامل مع الناس في الاجتماعات يؤدي الى افتقار الخبرة والمهارات الاجتماعية المطلوبة للتعامل بطريقة سليمة مع المجتمع، ولكن إذا استطاع المرء  تعلم الخروج من القوقعة التي تحبس مهاراته الاجتماعية بين الحين والآخر، فإن مهاراته الاجتماعية ومهارات التواصل سوف تتقدم إلى حد ما، وسوف تنخفض أعراض القلق والفوبيا لديه

  • بالنسبة للأطفال المصابين بالرهاب الاجتماعي، فإنهم يواجهون صعوبة في تكوين الصداقات، وقد يظلون بمفردهم في المدرسة أو بداخل الفصل بسبب الاصابة بهذا المرض، الذي يجعلهم غير قادرين على التعامل مع الآخرين بشكل طبيعي.

 
 متي يظهر مرض اضطراب الاجتماعي؟

 في الغالب يبدأ هذا الاضطراب مبكراً في سن الطفولة أو أنه من الممكن أن يظهر في بداية المراهقة حيث تبدأ معظم الحالات في الظهور عند سن الخامسة عشرة تقريباً، وهذا يرجع الى عدد من الاسباب سنتناولها فيما بعد، وقد اكد بعض الخبراء ان هناك مرحلتين يكثر فيهما هذا المرض النفسي وهما:    

  • ما قبل المدرسة على شكل خوف من الغرباء، أي أنه يظهر عندما تجد طفلك يبكى ولا يفارقك أبدا عندما يكون هناك أشخاص غرباء او ضيوف في المنزل.

  • يظهر الرهاب الاجتماعي ايضا في سن بين 12-17 سنة على شكل مخاوف من النقد والتقويم الاجتماعي من من حول الفرد، ومن الممكن أن يظهر القلق والرهاب الاجتماعى بشكل ملحوظ في سلوك الفتيات أكثر من سلوك الاولاد، وذلك يرجع الى طبيعة تربية الاناث وفقا لمعايير مجتمعية مختلفة.

 يذكر ايضا انه رغم ان هناك أعمار معينة يظهر بها مرض الرهاب الاجتماعي بوضوح إلا أن هذا المرض يعد ضمن الاضطرابات النفسية المزمنة التي قد تستمر عشرات السنين والتي تؤثر بصورة سلبية على حياة الشخص اليومية، الإجتماعيه والأسرية فضلا على أن الرهاب الاجتماعي قد يدمر الحياة العملية للفرد.   

هل يمكن العلاج من الرهاب الاجتماعي؟

 بكل تأكيد يمكن العلاج من هذا الاضطراب النفسي نهائياً، فقد تمكن العديد من الأشخاص الذين يعانون من الرهاب الاجتماعي أن يتغلبوا على خوفهم، يتمكنوا من طلب المساعدة من مختص نفسي (معالج نفسي)  

القلق الاجتماعي والخجل:

 يجب ان تعلم ان الخجل والرهاب الاجتماعي ليسا الشيء ذاته بل ان هناك فرق كبير بينهما ،الرهاب الاجتماعي يشمل الشعور بالخجل والخوف. ولكن الاشخاص الخجولين ليس من الضروري أن يكونوا مصابين بمرض الرهاب الاجتماعي.

ملحوظة: إن الأشخاص المصابين بمرض الرهاب الاجتماعي ليسوا معاديين للمجتمع، على الرغم من أنهم يبدون هكذا، ولكنهم غير اجتماعيين الى حد ما.

 يساعد العلاج على أن تصبح أفضل بكثير في التعامل مع المجتمع، وذلك من خلال مجموعة متنوعة من الإعدادات التي تقودك الى حالة افضل، وخلال رحلة العلاج، قد تصاب التوتر والقلق ولكن هناك دائما أمل في النجاح والتقدم. قد ينتاب بعض المصابين خيبة الامل و تراودهم بعض الوساوس بأن القلق الاجتماعي لا يمكن علاجه، ولكن اعلم انه هناك استراتيجيات ذكية ومتطورة تتعرض اليها عندما تذهب للعلاج، فقط.. ادفع نفسك بقوة نحو العلاج ولا تتردد، يمكننا جعلك تستطيع مواجهة العالم الحقيقي والخروج من وسواس الخوف والقلق.   

استراتيجيات علاج الرهاب الاجتماعى:

  • يؤكد الخبراء أنه من المهم التأكيد على أن معظم ما يثير قلق المصابين بالرهاب لا يعتمد على الفكر الواعي ولكنه فقط عبارة عن قناعات فكريه لا أساس لها.

  • العلاج المعرفي السلوكي ، وبعض مدارس اللاج النفسي الأخري تعالج هذا الإضطراب بشكل تام.

  • يُعلم الأطباء المصابين بالرهاب كيفية الاعتزاز والافتخار بالذات وكيفية بناء الثقة بالنفس.

  • يحاول الأطباء النفسيون والمعالجين النفسيين كذالك ترسيخ حقيقة أنه ليس هناك شيء لا يمكن تحقيقه وأن الإنسان القوي لا يمكن هزيمته، ويحاولون أيضا خلع جذور الشك والتوتر من نفس المصاب بالرهاب الاجتماعي.

  • يستند علاج اضطراب القلق الاجتماعي على الملاحظات والتجارب الخاصة بكل فرد على حدة، وقد لا تنطبق الملاحظات نفسها على جميع من يعانون من هذا المرض.

  • يساعد المختصين النفسيين الاشخاص المصابين بالرهاب على التعبير عن أنفسهم بصراحة وشفافية من خلال عقد جلسات فردية مع كل شخص حتى يتمكن المختص من البدأ بإنشاء خطه علاج تناسبه.

  • علاج الرهاب الاجتماعي بدون أدوية:

    يوجد عدة خيارات علاجية للرهاب الاجتماعي بدون أدوية، والتي غالباً ما يتم الجمع بينها وبين العلاج الدوائي، وفي العديد من الحالات قد يتم الاعتماد عليها بالكلية دون الحاجة إلى العلاج الدوائي.

    تشمل أهم خيارات علاج الرهاب الاجتماعي بدون أدوية ما يلي:
    العلاج السلوكي المعرفي

    يساعد العلاج السلوكي المعرفي للرهاب الاجتماعي الفرد على تغيير أو توجيه طريقة التفكير والشعور والتصرف عند التعرض لموقف يحفز القلق لديهم. ومما يتضمنه علاج الرهاب الاجتماعي سلوكياً ما يلي:

    تثقيف المريض حول اضطراب القلق الاجتماعي.
    تعديل المعتقدات والأفكار الخاطئة أو المشوهة التي لها دور في القلق الاجتماعي لدى المريض.
    تعريض الفرد التدريجي للمواقف المخيفة أو المحفزة للقلق لديه.

    تقنيات إدارة القلق

    تساعد بعض أساليب التدريب على الاسترخاء والتنفس على علاج بعض أعراض الرهاب الاجتماعي. ومن الأمثلة على تقنيات علاج الرهاب الاجتماعي:

    أخذ أنفاس بطيئة وعميقة من البطن، بدلاً من التنفس من الصدر.
    تقنية استرخاء العضلات التدريجي.
    أسلوب التركيز كامل للذهن.
    التأمل.

    بالإضافة إلى ما سبق، فهناك العديد من الخيارات العلاجية الداعمة أو البديلة التي قد تساهم في علاج الرهاب الاجتماعي، مثل:

    تعديل في نمط الحياة والغذاء، على سبيل المثال، قد يساعد تقليل تناول الكافيين الذي قد يزيد من سوء القلق، كما قد يساعد الحفاظ على نشاط بدني يومياً على تخفيف القلق وتحسين الحالة المزاجية.

في نهاية المطاف، هناك الكثير من الامور الاخرى التي يمكن لك معرفتها حول الرهاب الاجتماعي لكن سنتكتفي بهذا القدر البسيط في هذا المقال حول ذالك الموضوع المهم!

ختامــــــــا:- 
•نحنُ معكم دائماً حدثونا بأي وقت تريدون! ولن نخذلكم أبداً فنحن في خدمتكم علي مدار اليوم! نتمني للوطن العربي  #نفسيه_سويه_دائمه
شكراً للجمــــــــيع ♥
 Relax Group