عندما تبتعد الأم عن طفلها الصغير، يبدأ بالبكاء خوفًا من ابتعادها عنه. وعندما يدخل الطفل لأول مرة إلى المدرسة يشعر بقلق الانفصال عن أهله وبيته. لكن.. هل يشعر الكبار بقلق الانفصال أيضًا؟ وما هو اضطراب قلق الانفصال عند الكبار ؟ ربما سمعتَ عن أشخاص أو كنتَ ممّن يخافون بشدة الابتعاد عن الأشياء التي يحبونها، مثل الأهل والحيوان الأليف والبيت، وقد يرفضون أشياء مهمة في حياتهم بسبب هذا القلق. في تلك الحالات، قد يكون الشخص مُصابًا بقلق الانفصال، وهو اضطراب نفسي يستوجب العلاج.
ما أعراض اضطراب قلق الانفصال عند الكبار؟
يعاني الشخص المصاب بهذا الاضطراب من بعض أو جميع الأعراض التالية:
قلق مفرط من فقدان شخص ما أو حيوان أليف.
قلق مفرط من ترك شخص آخر خشية تعرّضه للأذى.
خوف شديد من الوحدة.
الشعور بضرورة معرفة مكان الشخص الذي يتعلق به المصاب طوال الوقت.
صعوبة في النوم وصداع وصعوبة في التنفس عند الابتعاد عن شخص أو شيء ما.
التحكم الشديد والصارم بالأبناء إذا كان الاضطراب يصيب الآباء نحو أبنائهم.
الغيرة الشديدة على الشريك خوفًا من هجره.
وفي الغالب يتم تشخيص الإصابة باضطراب قلق الانفصال، إذا استمرّت الأعراض لستة أشهرٍ على الأقل، وأثرت على أداء المهام اليومية والعلاقات الاجتماعية. في المسح الوطني السعودي للصحة النفسية عام 2019، كان اضطراب قلق الانفصال في المرتبة الأولى من بين الاضطرابات النفسية الأكثر شيوعًا، والتي عانى منها الذكور والإناث على حد سواء.
علامات قلق الانفصال عند الكبار
يوجد بعض العلامات التي تدل على أن الشخص مصاب بقلق الانفصال، ومنها:
الغيرة الشديدة
غالبًا ما يظهر الشخص البالغ المصاب في قلق الانفصال علامات غيرة شديدة في علاقاته العاطفية، ومن المحتمل أن يكون ذلك بسبب تعرضه للهجر، أو الخوف من الوحدة، أو مشاكل الثقة.
الأبوة الصارمة
قد تكون الأبوة الصارمة والشديدة، أو الآباء المتطلبين دلالة وعلامة على امتلاك قلق الانفصال؛ حيث يشعر الوالدان أن أطفالهم سوف يبتعدون عنهم يومًا ما، لذا يحاولون التحكم في حياتهم قدر الإمكان.
التمسّك في العلاقات
الطريقة التي يتعامل بها الكبار مع علاقاتهم الشخصية أو العاطفية، ويظهر ذلك على هيئة التمسك الشديد في العلاقات والتعلّق بها. حتى لو كانت علاقات ضارة أو غير صحية، ويُعتقد أن ذلك بسبب الخوف من الوحدة.
أسباب قلق الانفصال عند الكبار
هناك بعض الأسباب والمحفزات المحتملة لقلق الانفصال عند البالغين، ومنها:-
تأخر النمو.
التعرّض لصدمات ، وإضطراب ما بعد الصدمه PTSD
وفاة أحد الأحباء أو المقربين بشكل غير متوقع.
الهجر أو التخلي عنه.
كثرة الصراعات في العلاقات.
التاريخ العائلي من القلق أو الانفصال.
الانفصال القسري.
مشاكل عصبية.
إصابات في الدماغ.
عدم الاندماج مع مقدمي الرعاية في الطفولة.
الاعتماد على الآخرين.
تأخير النمو أو اضطرابات النمو.
الانتقال لمنزل آخر أو تغيير البلد.
الإصابة في اضطراب القلق في الطفولة.
التغيرات الكبيرة في حياة الشخص.
التشخيص بالإصابة في القلق أو الاضطرابات النفسية الأخرى.
أعراض قلق الانفصال عند الكبار
تظهر أعراض مختلفة على الكبار بسبب قلق الانفصال، ومنها:
أعراض شائعة
يوجد مجموعة من الأعراض الشائعة لقلق الانفصال عند البالغين، وأبرزها:
صعوبة النوم عند غياب الشخص الآخر.
عدم التركيز جيدًا عند غياب الشخص الذي يتعلق به.
الاعتماد العاطفي.
الخوف من الكوارث الطبيعية وحوادث السيارات أو أي حادث خطير يُمكن التنبؤ به.
القلق على سلامة الشخص الآخر، أو الخوف من ضياعه.
الرغبة في مرافقة الشخص الذي يتعلق به إلى كل مكان.
انعدام الحياة الاجتماعية المستقلة.
الخوف من الوحدة.
تغييرات في عادات الأكل أو النوم.
الحزن عند التعلّق بشخصية معينة أو أرقام معينة.
التفكير في أسوأ سيناريو يتعلّق بالانفصال.
الأفكار
الكثير من الأفكار المتطرفة والسيئة تسيطر على تفكير الشخص، وذلك مثل:-
حدوث شيء سيء للزوجة، أو الوالد، أو أيًا كان الشخص الذي يتعلق به.
إذا ما فُقِدَ أو حدث له شيء سيء مثل التعرض للهجوم أو السرقة.
الضغط من المدير للذهاب إلى مكان بعيد لأجل العمل، أو التأخر في مكان العمل.
الأفكار المهووسة.
الأعراض الجسدية
من الأعراض الجسدية لقلق الانفصال عند الكبار:
آلام وأوجاع في المعدة.
غثيان.
تقيؤ.
تسارع ضربات القلب.
الصداع.
ضيق في التنفس.
شد عضلي.
الأعراض النفسية
بعض الأعراض النفسية والعاطفية بسبب قلق الانفصال:
القلق أو الخوف.
الشعور بالعار أو الإحراج.
الإحساس بالعجز.
الحزن أو الغضب.
التقلبات المزاجية.
السلوكيات
هناك مجموعة من السلوكيات التي تدل على الإصابة بقلق الانفصال عند البالغين، ومنها:
الامتناع عن التقدم لوظيفة أو طلب ترقية.
تجنب المشاركة في أنشطة جديدة أو الذهاب إلى أي مكان دون وجود الشخص الآخر.
رفض قضاء بعض الوقت بمفرده، أو الذهاب لأي نشاط أو حدث لوحده.
مشاهدة الكوابيس.
الاستخدام المفرط للإجازات المرضية في العمل.
الميل للانسحاب أو العزلة الاجتماعية.
تأثير قلق الانفصال على الكبار
يُمكن أن يؤثر قلق الانفصال عند الكبار على حياتهم بشكل كبير، وذلك مثل:
تراجع كبير في الأداء والحضور في العمل.
الفشل في الانطلاق بالحياة أو اختيار مسار حياته الخاص.
الانعزال عن الأصدقاء أو الزملاء.
عدم ممارسة أي نشاط قد يجعله يبتعد عن أحبائه أو المقربين منه.
صعوبات في العلاقات الرومانسية، أو عدم القدرة على تكوينها.
الاعتماد المفرط على الشريك أو الشخص الآخر.
عدم القدرة على تكوين صداقات أو المحافظة عليها؛ بسبب الخوف من الابتعاد عن الشخص الآخر.
الافتقار إلى الاستقلالية في الحياة بشكل عام.
زيادة الاعتماد بين أفراد الأسرة.
نوبات الهلع في حال لم يستطع الوصول لأحبائه.
زيادة مخاطر الإصابة في اضطراب الوسواس القهري، واضطرابات القلق مثل اضطراب القلق العام أو الرهاب الاجتماعي.
تشخيص قلق الانفصال عند الكبار
يتم تشخيص قلق الانفصال عند البالغين بناءً على:
طرح الأسئلة على الشخص حول أعراضه، ومن الممكن سؤال الأصدقاء أو المقربين أيضًا.
معرفة التاريخ الطبي والنفسي.
ظهور أعراض قلق الانفصال لمدة لا تقل عن 6 أشهر.
الضعف الكبير في الأداء بسبب الأعراض.
استبعاد الإصابة في أي اضطراب أو مرض آخر يسبب نفس الأعراض.
هنا الإجابة - لماذا يخاف الكبار من الإنفصال؟
كما ذكرنا قد يُصاب الكبار بقلق الانفصال عن شريك الحياة أو الأهل أو الأبناء أو حتى عن مكان أو حيوان معين. وتختلف أسبابه من حالة إلى أخرى، لكن هناك أسبابًا تتكرر عند معظم المصابين به أبرزها:
الإصابة باضطراب آخر كالوسواس القهري، أو اضطراب في الشخصية، أو نوبات الهلع.
تعرض الشخص لحالة فقد في مرحلة الطفولة، كوفاة أحد الوالدين.
التعرض إلى تغير كبير في أسلوب الحياة، مثل الانفصال عن الأسرة بسبب السفر أو المرض أو أي سببٍ آخر.
التعرض لصدمة قاسية مثل التحرش أو الاغتصاب أو العنف في مرحلة الطفولة.
ماذا تنتظر لتبدأ بالعلاج؟
حتى لا تصل إلى درجة الاكتئاب أو الوسواس القهري أو حتى الإصابة باضطرابات الرُّهاب الأخرى، يجب عليك الإسراع بعلاج خوفك من الانفصال. في العادة، يتمُّ العلاج على أيدي مختصين باستخدام العلاج المعرفي السلوكي، القائم على توعية المصاب بحالته وسلوكياته التي تحتاج إلى تعديل. ويمكن أن تساعد مجموعات الدعم في العلاج، حيث يستفيد الجميع من مشاركة تجاربهم وخبراتهم في تجاوز الحالة. وفي بعض الحالات قد يصف الطبيب النفسي أدوية مضادة للقلق لفترةٍ محدودة، حسب درجة الإصابة بالاضطراب.
علاج قلق الانفصال عند الكبار
يعتمد اختيار العلاج الأفضل لقلق الانفصال عند البالغين على تاريخ الشخص، ومسببات القلق، والخيارات العلاجية هي:
العلاج المعرفي السلوكي (CBT)
من أكثر أنواع العلاج شيوعًا لقلق الانفصال عند الكبار هو العلاج المعرفي السلوكي (CBT)؛ حيث يقوم المعالج بتحديد أنماط التفكير السلبية التي تؤثر على مشاعر وسلوك الشخص، ومن ثم إعادة تشكيلها لأفكار أكثر إيجابية.
العلاج النفسي
يستخدم أكثر من أسلوب في العلاج النفسي لتقليل القلق والتوتر، والتخلص من قلق الانفصال، ومنها:
علاج سلوكي معرفي قائم على اليقظة.
القبول والالتزام (ACT).
علاج جدلي سلوكي (DBT).
الأدوية
مضادات الاكتئاب أو الأدوية المضادة للقلق من أنواع الأدوية التي تستخدم في علاج قلق الانفصال عند الكبار، ويستجيب الأشخاص للأدوية بشكل مختلف، ويتم تناول الأدوية تحت الإشراف الطبي وضمن وصفة طبية معتمدة.
لا داعي للخوف مع أســرة "ريلاكس جروب"
في البيئة الرقمية السرية والآمنة “Relax Group“، يجيد الأخصائيون التعامل مع مختلف حالات القلق، مثل قلق الانفصال عند البالغين. يمكنك البدء الآنبحجزِ جلستكوالتخلص من مخاوفك التي تعيقك عن تحقيق أحلامك وأهدافك.
ختامــــــــا:- •نحنُ معكم دائماً حدثونا بأي وقت تريدون! ولن نخذلكم أبداً فنحن في خدمتكم علي مدار اليوم! نتمني للوطن العربي #نفسيه_سويه_دائمه شكراً للجمــــــــيع ♥ Relax Group