لا توجد علاقة بين الخوف الطبيعي الذي يشعر به كل الأشخاص، وبين الخوف المرضي الذي يلاحق العديد منا نتيجة عوامل عدة، لذا يتطلب الأمر معرفة طرق علاج الخوف المرضي لتجاوز هذه المرحلة في الحياة، حتى لا يشكل ذلك خطرًا على صحتنا النفسية.
تعريف الخوف المرضي :
يطلق على الخوف المرضي عدة مسميات منها الرهاب أو الفوبيا، وهو عبارة عن حالة من الخوف المبالغ من أمرٍ ما أو نتيجة حدث معين، وعند تعرض الإنسان لهذا الموقف أو مواجهته يشعر بالخوف الشديد وقد يفقد السيطرة على نفسه ولا يتمكن من التحكم في مشاعره، ويحدث هذا الأمر نتيجة عوامل وراثية أو حوادث سابقة.
علاج الخوف المرضي :
تزداد أعراض ومشاكل الخوف المرضي في حال عدم العلاج، حيث تصبح حياة الشخص غير طبيعية مليئة بالخوف والقلق، وذلك يعيق نجاحه في الحياة وتقدمه، لذا لا بد من اتخاذ القرار والذهاب إلى الطبيب المختص لاتباع خطوات العلاج.
الذهاب للطبيب النفسي :
ربما خطوة صعبة للكثيرين، ولكن يجب أن نذكرك دومًا أن كل شخص منا يتعرض لصعوبات في هذه الحياة، حيث إن الطبيب النفسي لا يختلف عن باقي الأطباء فهو يعالج المريض من خلال الدعم النفسي وقد يطلب في البداية تحاليل طبية لاستبعاد المشاكل العضوية.
عمل التحاليل الطبية :
يجري المريض تحاليل مخبرية بناءً على طلب الطبيب المختص، من أجل اكتشاف مدى التوازن الكيميائي في الدماغ، فمن خلال ذلك يعرف الطبيب العناصر الغذائية التي سيقدمها للشخص لتعويض النقص في الدماغ حيث إنها تساعد على تخفيف وعلاج الخوف المرضي.
العلاج النفسي :
هناك العديد من الطرق لعلاج الخوف المرضي نفسيًا، مثل إعادة المعالجة عبر إبطال التحسس وحركة العينين، وتعد هذه من الطرق التي تساهم في تقليل حدة الخوف، وهناك وسائل أخرى للعلاج سنتحدث عنها في السطور القادمة.
العلاج السلوكي :
يعتمد الطبيب في هذا العلاج على مواجهة المريض للأشياء التي تسبب له خوف، فهو من خلال ذلك يعيد تفكير الشخص ويدفعه لتحدي نفسه وتغيير الفكرة السلبية بداخله ويعدل سلوكه.
الفرق بين الخوف المرضي والخوف الطبيعي :
الإنسان الطبيعي يخاف من أمور كثيرة ومعروفة مثل المرض والمجهول والاختبارات والألم، ويكمن الفرق بين الخوف المرضي وهذا الخوف هو قوة الشعور والإحساس والأسباب غير الطبيعية للخوف، مثل الخوف من المصاعد بشكل مبالغ فيه أو الخوف من نباح الكلب رغم أنه مربوط؛ والمريض بالخوف يكون على علم بالمرض النفسي الذي يمر به.
أنواع الخوف المرضي :
يوجد العديد من الأنواع للخوف المرضي أو كما يسميها البعض الفوبيا، وذلك بحسب الشيء أو المكان الذي يسبب الخوف للمريض، وهي الآتي:
الفوبيا من المناطق والأماكن المرتفعة، حيث يشعر الشخص بهذه اللحظة أنه معرض للسقوط وذلك يمنعه من التواجد في تلك الأماكن.
الشعور بالخوف من الأماكن الخالية، فهو يزيد إحساس المريض بالخطر عند الجلوس بها.
فوبيا الأماكن المغلقة والضيقة، حيث تُشعر الإنسان المريض بالخوف بالضيق والاختناق وكأنه سجين، لذا يترك المكان بسرعة.
الخوف من الأشخاص حوله والناس بشكل عام، حيث يخاف من الأب أو المعلمة في المدرسة أو أي شخص، لذلك هو لا يتعامل معهم ولا يريد مقابلتهم.
فوبيا الحشرات والحيوانات الأليفة، قد يخاف البعض من حيوان أو حشرة، حيث يهرب على الفور عند مشاهدتها.
أسباب الخوف المرضي :
هناك علاقة وطيدة بين علاج الخوف المرضي والأسباب، فمن خلال معرفة هذه الأسباب يستطيع الطبيب تحديد الخطة العلاجية المناسبة للشخص، وأبرز هذه الأسباب ما يلي:
عقاب وتخويف الأطفال من قبل الأهل أو المعلم.
الإحساس بالإثم والتفكير بالمستقبل والمرض.
عدم القدرة على حل المشاكل والضعف العقلي.
سماع القصص المرعبة أو قرأتها ومشاهدة أفلام الخيال والأكشن.
خوف الأهل بشكل متزايد على الابن والحماية المبالغ فيها.
مشاكل الأهل مثل الطلاق والمشاكل بين الأم والأب.
عدم إتاحة الفرصة للأطفال وتقيد حريتهم مما يضعف من شخصيتهم.
عدم العدل من قبل الأبوين في تعاملهم مع أبنائهم.
بسبب المواقف السلبية التي يتعرض لها الشخص عند تعامله مع الناس.
الفشل والإحباط.
أعراض الخوف المرضي
يتعرض الشخص المريض بالخوف لعدد من المشاكل والأعراض التي يشعر بها وتسبب له إزعاجا وآلاما، وهي الآتي:
زيادة في معدل ضربات القلب عند المواجهة.
قد يتعرض المريض لغصة أو وجع في الحلق.
الإحساس بضيق بالصدر.
الشعور بالغثيان.
تعب نفسي وإجهاد.
توتر وقلق.
ارتفاع في ضغط الدم.
الإحساس بالتهديد والخطر.
الشعور بالدوخة.
كيف تتخلص من الخوف المرضي؟
يتبع الطبيب وسائل عدة لعلاج الخوف المرضي لمنع تفاقم الأعراض والسيطرة على مخاوف المريض، وذلك عبر التجربة والمواجهة وتحدي الواقع، ومن أهم الوسائل أيضًا ما يلي:
السيطرة على الخوف :
تُستخدم هذه الطريقة لعلاج الفوبيا من خلال التعرض للمؤثر، فهي تساهم في تخفيف أعراض الخوف، عبر كسر الحاجز بين الشخص وبين التهديد، بحيث يواجه الشخص مخاوفه ولكن دون تعريضه للأذى؛ وأقرب مثال على ذلك هو استماع الجنود في الجيش الذين يعانون من الخوف إلى أصوات قوية عبر السماعات دون الذهاب إلى معركة قتال حقيقة.
معالجة الأمور التي تبنى على تصورات خاطئة
يعتمد الطبيب النفسي على هذه الطريقة لـ علاج الخوف المرضى عبر مخاطبة العقل بالمنطق، تغيير بعض الاعتقادات التي تزيد شعور المريض بالخوف ومحاولة تعديل بعض الأفكار، ويستعمل هذا الأسلوب عندما يكون الخوف نتيجة افتراض خاطئ يشغل تفكير الشخص، مثال على ذلك الناس الذين لديهم فوبيا من المصعد الكهربائي، حيث يوجد لديهم تصور أن المصعد عند التوقف سيختنق الناس بداخله، لذلك هو يشكل لهم خوفا ولا يستخدمونه، لذا يمكن تغيير هذه المعتقدات وتصحيحها.
مواجهة المخاوف بالتخّيل
يقوم المريض بتخيل بعض الأمور والمواقف التي يشعر بالخوف منها ومن مواجهتها وتشكل له قلقًا، حيث يزيد التصور لديه ليتفاقم شعوره بالخوف والقلق وعدم الراحة، ويتخيل بشكل تدريجي بداية بالأشياء الأقل خوفًا وصولا إلى الأكثر، وحينها قد يشعر الشخص بقلق كبير ثم مع التخيل والتفكير يسيطر عليه ويتخلص من هذا الشعور.
العلاج بالأعشاب
تساعد الأعشاب على علاج الخوف المرضي عند بعض الحالات البسيطة، فهي أثبتت فوائدها العديدة وقدرتها على علاج الكثير من الأمراض، وتهدئة الأعصاب، ومن أبرز هذه الأعشاب؛ النعناع البري، عشبة الجنسنج، البابونج، جذر حشيشة الهر. لا بد من التخلص من الخوف المرضي أو الفوبيا، حيث إنه مرض نفسي يمكن علاجه عند اتخاذ القرار السليم والذهاب إلى الطبيب المختص، فعندها ستزيد ثقتك بنفسك وتستعيد قوتك التي فقدتها في الأيام السابقة نتيجة الرهاب من أشياء وهمية.
بنهاية المقال : سآلين الله عز وجل أن يشفي كلَّ من أصيب بهذا الإضطراب القَهْرِي... ختامــــــــا:- •نحنُ معكم دائماً حدثونا بأي وقت تريدون! ولن نخذلكم أبداً فنحن في خدمتكم علي مدار اليوم! نتمني للوطن العربي #نفسيه_سويه_دائمه شكراً للجمــــــــيع ♥ Relax Group