الحياة و الموسوس!

مقدمه:-


أيها القارئ تتعدد المشاكل في هذه الحياه التي نحياها وهو أمر واقعي والصراع الذي ينشأ بين الواقع و بين العقل الذي يرفض دائما تقبل الواقع الذي يأتي بالمتاعب والمشاكل ،وعندها تكون إثاره الكثير من المشاعر السلبيه هي رده فعل العقل تجاه هذه المشكلات والمصاعب ،ويجب أن تعلم عزيزي القارئ أن سبب تكوُّن ونشأه هذه المشكلات والإضطرابات النفسيه "الداخليه" ما هي إلا ناتج من المشكلات والترومات "الصدمات" التي يأتي بها الواقع "الخارجي" مع مرور الوقت تولد وتمنو وتكبر هذه الإضطرابات بداخلنا دون علمنا حتى تبدأ الإضطرابات في الظهور وتكون بعد ذلك سبب في تعطيل بعض أركان حياتنا و من هنا نبدـ في ملاحظة التغير بداخلنا نحن ،وكذلك ملاحظة الآخرين من حولنا هذا التغيير علينا. وفي هذا المقال سنتحدث عن:-


ماذا يحدث داخل حياه مريض الوسواس القهري؟


بدايةً المصاب بالوسواس القهري هو مريض نفسي وليس مريض عقلي أي أنه من السهل جداً علاجه وإرجاعه للحاله الطبيعيه "السويه" حتى بدون اللجوء إلى العقاقير الطبيه والأدويه الكيميائيه لأن إضطراب الوسواس القهري ناتج عن طريقة تفكير خاطئه تعمل على إثاره مشاعر الخوف،والقلق ،والتوتر بالإضافه الى اعراض جثمانيه (وهميه) فإذا تم تعديل طريقه التفكير لدى المصاب وكذلك تقويم وتعديل السلوك القهري يبدأ العقل بالعمل من جديد بطريقته السويه ويمنع إثاره هذه المشاعر السلبيه مثل الخوف والقلق مره أخرى . أما عن حياة مريض الوسواس فهي حياة مليئه بكميه هائله من المتاعب والمشكلات والضيق الشديد والصعوبات الداخليه التي يحس بها المريض بشكل يومي ويريد بكل الطرق التخلص منها بمفرده ومع ذلك لا يستطيع.
يومياً يعاني معاناة شديده يحمل على رأسه جبلاً من الهموم التي يخفيها بداخله حتى عن أقرب الناس له وبالرغم من كل هذا العذاب والألم الداخلي والضغط النفسي الشديد لا أحد يوافقه الرأي فنجد من حوله يحملون عليه عبئ فوق العبئ الذي يحمله. منهم من يقول له إفعل، غيِّر، اترك، إنسي، أنت كذا، انت ضعيف الشخصيه، انت إرادتك ضعيفه ، انت إيمانك ضعيف ويجب عليك كذا وكذا ، اترك هذا الأمر، إفعل ذلك، والكثير من الاقوال التي تزيد من الضغط علي مريض الوسواس وتزيد من مشاكله عموماً.
لأنهم لا يعلمون ما بداخله ولا يعلمون حقيقه هذا الإضطراب الذي يجعل من يعاني منه مسلوب الإراده مقهور على أمره ولو أتيحت له الفرصه للدخول بداخل هذا المريض وتجربه إحساسه المظلوم ستتغير نظرتهم نحوه ولربما شيدو له تمثالاً احتراما وتقديرا لهذا الذي لا يعيش الحياة مثلهم؛ ولا عجب في ذلك ابداً لأن مريض الوسواس القهري لا يستطيع العيش مثل البقيه بل يعيش وهو بداخله صراع ،وحرب من الأفكار الخارجه عن السيطره والتي تجعله يفقد الشعور بالشغف والسعادة لكون المشاعر السلبيه تتفوق على مشاعره الإيجابيه
واليكم بعض نواحي الحياة التي تتأثر بالوسواس القهري
•فمن ناحية الحياه الانتاجيه والمهنيه•
يؤثر الوسواس القهري على الحياه الإنتاجيه عموماً
ويعطل إنتاج الفرد وأكرر بشكل خارج السيطره؛ وكذلك الحياه المهنيه هناك العديد ،والعديد من حالات الوسواس القهري تركو وظيفتهم ومقرعملهم من كثرة طغيان أفكارهم وإنقلابها عليهم بشكل ليس سهلاً ابداً ،و كذلك يؤثر بشكل ملحوظ علىهم.
وكذالك يؤثر علي •الحياه الفنيه والإبداعيه والخياليه•
فيجعل كثيراً من العاملين بالأعمال التي تتطلب المهارات والإبداع فنجد ان محتواهم الإبداعي قل بشكل ملحوظ حتى يتمكن منهم الاكتئاب بشتى أنواعه...
ولو تحدثنا عن •الحياه الإجتماعيه•
نجد أن الوسواس يؤثر عليها بشكل كبير جدا و بشكل ملحوظ ايضاً اثناء التعامل مع الآخرين، أو حتى الحديث معهم أو بناء العلاقات اجتماعيه جديده أو حتى بناء علاقه عاطفيه وزوجيه لأن الوسواس يعطل كثيراً و يؤثر على الحياه الزوجيه وقد يكون هو من اكبر المسببات لتعطيل ونهاية الحياه الزوجيه لما له من توابع الشك والغيره وعدم الإقتناع والتخيلات المتسلطه والأفكار الإستحواذيه المتردده التي تفرض نفسها عليهم ، وإحداث تغير في طريقه التفكير والتعايش مع شريك الحياه ،وتعكير المزاج الدائم والعصبيه الزائده التي تصاحبهم أغلب الوقت. لأن الصراع الداخل بين المصاب وبين نفسه يولد هذه المشكلات التي تكون ذات قوه وتاثير في داخلهم من ناحيه المشاعر السلبيه وطريقه التعامل معها.
وكذلك •الحياه الترفيهيه ورفاهيه العيش•
قد يكون المصاب لا يحتاج الى المال وعنده ما يكفيه ويستطيع شراء أو فعل اي شيء يريده. لكن لا يشعر بالسعاده ولا حتي راحة البال التي تعكر عليه صفوة حياته ونقاء ذهنه وراحة قلبه ،وشعوره بالرضا أيضاً يقل تجاه نفسه أو تجاه حياته أو تجاه الآخرين.
 وبالرغم من كل ذلك الرغد من العيش لا يجد مصاب الوسواس القهري شعور الفرحه والسعاده ؛ وحتى الأشياء التي كان يشعر منها بالفرح والسعاده من قبل يجد انها أصبحت لا تشعره نفس الشعور السعيد كما في السابق. فبالرغم من رفاهيه العيش لا يشعر المريض إلا بالإحباط الشديد والاكتئاب ،والحزن؛ وكذلك جوده الحياه تقل لديهم حتى في •الحياة التعليميه والعلميه•
تنقص وتقل ينقص ويقل الإدراك والفهم السريع لديهم حتى لو كان ذلك أحد مهاراتهم الخاصه. تقل جوده التعليم والتعلم لدى الطلاب الذين يعانون من هذا الإضطراب القهري وكذلك يؤثر على إستقرار الفرد وشعوره بالرضا فتصبح تتوالى عليه الضغوطات النفسيه دون مبرر من وجهة نظر المجاورين له.
وتبدأ حياة من كان منهم ناجحاً أو لديه الشغف في الحصول على أفضل الأمور تقتل جودتها و تقل الرغبه والتطلع الذي هو من عوامل النجاح.
نجد الوسواس يهدم جميع المزايا القيمه(الجوهريه) والإيجابيه بداخلهم هولاء حتى تتمكن منهم فقط مجموعه من المشاعر والسلوكيات السلبيه المعيقه والمعطله للحياة بشكل أو بآخر حتى نرى الموسوس في حالة يرثي لها و يفقد الاحساس بالأمن والهدوء الداخلي. مما يجعله يقول "أن العيش ان الغير مصاب بهذا الإضطراب يعيش في جنةٍ على الأرض"
وهناك الكثير من الأشياء الأخرى التي لم نتطرق لها لكن سوف نكتفي بهذا القدر البسيط في هذا المقال للحفاظ على بساطة المقال....
ويكفينا القول "أن اشد صراع هو الصراع الذي ينشأ بين المرء ونفسه"


ختامــــــــا:-


•نحنُ معكم دائماً حدثونا بأي وقت تريدون! ولن نخذلكم أبداً فنحن في خدمتكم علي مدار اليوم!
نتمني للوطن العربي  #نفسيه_سويه_دائمه 
شكراً للجمــ♥ــــيع
 Relax Group