إضطراب الشخصيه التجنبيه!

مُقدمه:

يشعر العديد من الناس بعدم الأمان والاستقرار، ويظهرون نوعًا من الخجل وقلة التفاعل الاجتماعي، ويعتبر ذلك أمرًا طبيعيًا، إلا أنه عندما تكون هذه المشاعر مكثفة وتقود إلى تجنب التفاعل الاجتماعي وتؤثر بشكل سلبي على الحياة اليومية للشخص، فإنها تدل على وجود اضطراب بالشخصية يسمى “الشخصية التجنبية”.

ما الشخصية التجنبية؟

الشخصية التجنبية أو القلقة هي أحد أنواع اضطرابات الشخصية، يتميز بنمط ثابت مدى الحياة، وينطوي على التثبيط الاجتماعي الشديد، والشعور بعدم الكفاءة، وعدم الثقة بالنفس، والحساسية تجاه الرفض، ما يجعل الشخص عازفًا عن المشاركة في الحياة الاجتماعية ومتجهًا نحو ذاته وحياته الخاصة، أي إنه يعيش في وحدة مستمرة.  ويعتبر المصابون أنفسهم أنهم غير أكفاء اجتماعيًا، أو غير جذابين شخصيًا، ويتجنبون التفاعل الاجتماعي بسبب خوفهم من أن يكونوا موضع سخرية الآخرين، أو مهانين، أو منبوذين، أو مكروهين. وتقدر نسبة المصابين باضطراب الشخصية التجنبية بنحو 2% من سكان العالم مقسمة بين النساء والرجال بالتساوي.

ما أسباب اضطراب الشخصية التجنبية؟

كغيره من اضطرابات الشخصية لا يعرف المسبب المباشر لاضطراب الشخصية التجنبية، إلا أن كلًا من العوامل الوراثية والبيئة المحيطة بالفرد تؤثر على فرصة الإصابة بهذا الاضطراب، بينما لا يُعتقد أن هذا الاضطراب ناتج عن اضطراب في كيماويات أو نواقل عصبية دماغية كالعديد من الأمراض النفسية الأخرى. الوراثة: قد ينتقل اضطراب الشخصية التجنبية في بعض العائلات عبر الجينات الوراثية، فنجده أكثر تكرارًا بين أفراد الأسرة الواحدة. الظروف الاجتماعية: تحفز الظروف التي يعيشها الفرد في طفولته بشكل كبير هذا الاضطراب، مثل تجاهل مشاعر الطفل العاطفية، أو توجيه اللوم بشكل مستمر للطفل، أو التدخل المبالغ فيه بحياة الطفل بحجة الخوف عليه، أو الرفض من الأبوين أو الأقران، كل ذلك يؤثر على تقدير المرء لذاته وإحساسه بقيمته.

كيف يتم التشخيص؟

يتم تشخيص هذا الاضطراب اعتمادًا على الأعراض المميزة التي تظهر في أثناء سنوات البلوغ الأولى، وتتضمن الأعراض الظاهرة والمهمة لهذا الاضطراب ما يأتي: · تجنب النشاطات الاجتماعية. · قضاء أوقات طويلة جدًا في الوحدة مع النفس. · الانتماء لدائرة اجتماعية ضيقة، والتعامل مع الناس باقتضاب. · العزوف الشديد عن التعرف إلى أشخاص جدد، والشعور القوي بعدم الكفاءة في حالة الاضطرار للتعامل معهم. · التحفظ وقلة الكلام عند التفاعل مع الآخرين، وذلك خوفًا من قول شيء غير ملائم أو التعرض للخزي. · الانغماس المفرط في نظرة الآخرين، وذلك خوفًا من التعرض للنفور أو الرفض من قبلهم. · عدم التقدم في مجالات العمل على الرغم من وجود الكفاءة، وذلك بسبب الهروب من فرص العمل التي تتطلب التفاعلات الاجتماعية. · رؤية النفس غير محبوبة وأقل شأنًا من الآخرين. · تكرار تخيل وجود تفاعلات اجتماعية بالكيفية التي يتمناها المصاب.

كيف يتم العلاج؟

من دون العلاج قد يستسلم أولئك الذين يعانون من اضطراب الشخصية التجنبية لحياة من العزلة شبه الكاملة أو الكلية، وقد يسبب ذلك تطوير اضطراب نفسي آخر مثل تعاطي المخدرات أو اضطراب المزاج مثل الاكتئاب، ولذلك فمن المهم علاج الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية هذا. ويعتبر العلاج السلوكي هو العلاج الأساسي المعتمد، ويشمل: التدريب على المهارات الاجتماعية، العلاج المعرفي، العلاج بتعريض المريض للتواصل الاجتماعي بالزيادة تدريجيًا كل مرة، العلاج الجماعي لممارسة المهارات الاجتماعية. أما بالنسبة للعلاج الدوائي فعلى الرغم من أن الأدوية تحسن من مزاج المصاب، فإن مفعولها بسيط من حيث التغلب على الاضطراب المذكور، وذلك لأنها موجهة لمحاربة أعراضه وليس السبب وراءه، إذ إنه لا يوجد اضطراب في النواقل العصبية في هذا الاضطراب.

كيف يجب التعامل مع صاحب الشخصية التجنبية؟

إن السمات الشخصية للشخص التجنبي، التي تنعكس في معاملاته مع الناس، تضعه في موضع غامض غير منفتح على العالم الخارجي، لذا فإن أول ما يخطر على بال من يقابله أنه أمام شخص غامض غريب الأطوار غير منفتح لا يقبل بالاختلاط، فيثير من حوله الأقاويل والتكهنات حيال حياته الخاصة وتكثر حوله الإشاعات، وهذا النوع من الشخصيات يجعله في موضع نبذ اجتماعي، لذلك عند وجود مصاب بهذا الاضطراب عليك ألا تقمعه أو تسخر منه إذا أخطأ أو عبر عن رأيه، ولا تجبره على فعل أشياء غير مرغوبة، وحاول بناء ثقة بينك وبينه لتستطيع إقناعه بمراجعة العيادة النفسية للعلاج.

بنهاية الموضوع : سآلين الله عز وجل أن يشفي كلَّ من أصيب بهذا الإضطراب...
ختامــــــــا:-
•نحنُ معكم دائماً حدثونا بأي وقت تريدون! ولن نخذلكم أبداً فنحن في خدمتكم علي مدار اليوم! نتمني للوطن العربي #نفسيه_سويه_دائمه
شكراً للجمــــــــيع ♥
Relax Group