أحلام العقل الباطن المُزعجه!

مُقدمه:

ما هي الكوابيس؟ لماذا تراودني الكوابيس؟ هل رؤية الكوابيس أمر طبيعي؟ الحلم من أكثر أجزاء النوم تعقيدًا وغموضًا، حيث يمكن أن تشمل الأحلام مناظر العظمة والنعيم، لكنها قد تكون مخيفة أو مرهقة أحيانًا، وعندما يتسبب حلم سيئ في إيقاظك، فإن ذلك هو ما يُعرف باسم الكابوس، من الطبيعي جدًا أن يراودك كابوس لكن بالنسبة لبعض الأشخاص، تتكرر رؤية الكوابيس بشكل مستمر ومزعج، مما يؤدي إلى مشاكل النوم والتأثير سلبًا على حياة الشخص اليومية. تعد الخطوة الأولى في علاج أسباب الكوابيس هي معرفة الفروق بين الأحلام السيئة والكوابيس واضطراب الكوابيس وبدء العلاج المناسب فورًا والحصول على قدر من النوم الجيد. المحتويات

ما هي الكوابيس؟

تعرف الكوابيس في طب النوم بشكل أكثر صرامة من الذي يتم تداوله في لغة الحياة اليومية، ويساعد هذا التعريف في التمييز بين الكوابيس والأحلام السيئة، فعلى الرغم من أن كلاهما يتضمن محتوى من الأحلام المزعجة، إلا أن الكابوس فقط هو الذي يجعلك تستيقظ من النوم. الكوابيس عبارة عن أحلام حية قد تكون مهددة أو مزعجة أو غريبة، يحدث الكابوس غالبًا أثناء نوم حركة العين السريعة (REM)، وهي مرحلة النوم المرتبطة بالحلم العميق، يظهر الكابوس بشكل متكرر في النصف الثاني من الليل، هذا عندما تقضي وقت طويل في نوم حركة العين السريعة. عند الاستيقاظ من الكابوس، من الطبيعي أن تكون مدركًا تمامًا لما حدث في الحلم، ويشعر الكثير من الناس بالضيق أو القلق، قد يصاب الفرد بالأعراض الجسدية مثل تغيرات معدل ضربات القلب أو التعرق بعد الاستيقاظ من الكابوس أيضًا.

ما هو اضطراب الكابوس؟

على الرغم من أن معظم الناس يعانون من كوابيس من وقت لآخر، فإن اضطراب الكابوس يحدث عندما يعاني الشخص من كوابيس متكررة تتداخل مع نومه ومزاجه أو أدائه أثناء النهار، وهو اضطراب في النوم يعرف باسم باراسومنيا، تشمل الباراسومنيا أنواعًا عديدة من السلوكيات غير الطبيعية أثناء النوم. لا يعاني الأشخاص الذين تظهر لهم كوابيس عرضية بالضرورة من اضطراب الكابوس، حيث ينطوي اضطراب الكوابيس على كوابيس متكررة تسبب ضائقة ملحوظة في حياتهم اليومية.


هل رؤية الكابوس شيء طبيعي؟

من الطبيعي أن يكون لدى كل من الأطفال والكبار أحلام مزعجة وكوابيس بين الحين والآخر، على سبيل المثال وجدت دراسة أن 47٪ من طلاب الجامعات 3 واجهوا كابوسًا واحدًا على الأقل في الأسبوعين الماضيين، ومع ذلك فإن اضطراب الكابوس أقل شيوعًا، تقدر الدراسات البحثية أن حوالي 2-8٪ من البالغين يعانون من رؤية كوابيس متكررة. تُعد تلك المشكلة أكثر شيوعًا عند الأطفال منها لدى البالغين، تنتشر مشكلة رؤية كوابيس ليلًا عند الأطفال بين سن الثالثة والسادسة وتميل إلى الحدوث بشكل أقل مع تقدم الأطفال في السن، وفي بعض الحالات تستمر مشكلة رؤية كوابيس ليلًا في سن المراهقة والبلوغ. تؤثر مشكلة رؤية كوابيس ليلًا على الذكور والإناث، على الرغم من أن النساء أكثر عرضة للإبلاغ عن تلك المشكلة، خاصة خلال فترة المراهقة حتى منتصف العمر.

لماذا لدينا كوابيس؟

لا يوجد تفسير واضح لسبب وجود مشكلة رؤيتنا لكوابيس عند النوم، في الواقع هناك نقاش مستمر في طب النوم وعلم الأعصاب حول سبب ظهور الأحلام ككل، ويعتقد العديد من الخبراء أن الحلم جزء من أساليب العقل لمعالجة المشاعر وتقوية الذاكرة، قد تكون الأحلام السيئة إذًا، أحد مكونات الاستجابة العاطفية للخوف والصدمات، ولكن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لشرح سبب حدوث مشكلة رؤية كوابيس عند النوم بشكل واضح.

كيف تختلف الكوابيس عن الذعر أثناء النوم؟

الذعر أثناء النوم أو ما يُطلق عليه أحيانًا الرعب الليلي، هو نوع آخر من الأرق الذي يكون فيه الشخص النائم مهتاجًا وخائفًا أثناء النوم، للكوابيس والذعر أثناء النوم العديد من الخصائص المميزة منها: تحدث مشكلة رؤية كوابيس أثناء نوم حركة العين السريعة، لكن تحدث نوبات الذعر أثناء النوم غير الريمي (NREM). لا يحدث في الرعب أثناء النوم يقظة كاملة، حيث يظل الشخص نائمًا في الغالب ويصعب إيقاظه، إذا استيقظ فمن المحتمل أن يكونوا مشوش جدًا، لكن عندما يستيقظ الشخص من كابوس، فإنه يكون متيقظًا ومدركًا لما كان يحدث في حلمه. عادة ما يكون لدى الشخص المصاب الذي يعاني من مشكلة رؤية كوابيس عند النوم فكرة واضحة عن الحلم، لكن نادرًا ما يكون لدى الأشخاص الذين يعانون من الذعر أثناء النوم أي وعي بما حدث معهم. تكون مشكلة رؤية كوابيس أثناء النوم أكثر شيوعًا في النصف الثاني من الليل، بينما تحدث نوبات الذعر أثناء النوم في كثير من الأحيان في النصف الأول منه.

ما هي أسباب الكوابيس؟

يمكن أن تساهم العديد من العوامل المختلفة في زيادة خطر الإصابة بمشكلة رؤية كوابيس أثناء النوم، ومنها: التوتر والقلق: المواقف الحزينة أو المؤلمة أو المقلقة التي تسبب التوتر والخوف قد تثير الكوابيس، قد يكون الأشخاص المصابون بالتوتر والقلق المزمن أكثر عرضة للإصابة باضطراب الكابوس.حالات الصحة العقلية: غالبًا ما يتم الإبلاغ عن مشكلة رؤية كوابيس أثناء النوم بمعدلات أعلى بكثير من قبل الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الصحة العقلية مثل اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)، والاكتئاب، واضطراب القلق العام، والاضطراب ثنائي القطب، والفصام، غالبًا ما يعاني الأشخاص المصابون باضطراب ما بعد الصدمة من كوابيس متكررة ومكثفة يسترجعون فيها الأحداث الصادمة، مما يؤدي إلى تفاقم أعراض اضطراب ما بعد الصدمة، وغالبًا ما يساهم في الإصابة بالأرق. بعض الأدوية: يرتبط استخدام بعض أنواع المواد غير المشروعة أو الأدوية الموصوفة التي تؤثر على الجهاز العصبي بزيادة خطر الإصابة بمشكلة رؤية كوابيس أثناء النوم. الانسحاب من بعض العقاقير: تمنع بعض الأدوية نوم حركة العين السريعة، لذلك عندما يتوقف الشخص عن تناول هذه الأدوية، يكون هناك تأثير ارتداد قصير المدى لزيادة نوم حركة العين السريعة مصحوبًا بمزيد من مشكلة رؤية كوابيس.الحرمان من النوم: بعد فترة من عدم النوم الجيد والكافي، غالبًا ما يعاني الشخص من انتعاش في حركة العين السريعة، والذي يمكن أن يؤدي إلى أحلام صعبة وكوابيس. التاريخ الشخصي: أحد عوامل الخطر لاضطراب الكابوس عند البالغين هو وجود تاريخ مرضي مرتبط بكوابيس متكررة خلال الطفولة والمراهقة. الوراثة: على الرغم من عدم فهم تلك المشكلة تمامًا، إلا أن الاستعداد الوراثي قد يكون موجودًا مما يزيد من احتمالية حدوث كوابيس متكررة في الأسرة الواحدة، قد يكون هذا دليل على عوامل الخطر الجينية لحالات الصحة العقلية المرتبطة مشكلة رؤية كوابيس أثناء النوم. تشير بعض الأدلة إلى أن الأشخاص الذين يعانون من مشكلة رؤية كوابيس ليلًا ربما قاموا بتغيير بنية النوم، مما يعني أنهم يتقدمون بشكل غير طبيعي خلال مراحل النوم، وجدت بعض الدراسات أيضًا ارتباطًا بين الكوابيس وانقطاع النفس الانسدادي النومي، وهو اضطراب في التنفس يسبب النوم المتقطع، على الرغم من وجود حاجة إلى مزيد من البحث لتوضيح هذا الارتباط.

هل ترتبط الكوابيس ببعض الأنشطة؟

يمكن أن يكون للكوابيس علاقة واضحة بالأشياء التي تحدث وأنت مستيقظ، قد تتضمن الكوابيس المرتبطة بالقلق والتوتر، وخاصة اضطراب ما بعد الصدمة، من خلال ذكريات الماضي أو الصور التي ترتبط بالأحداث الصادمة، ومع ذلك ليست كل الكوابيس لها علاقة بنشاط يقظة يسهل تحديده، يمكن أن تحتوي مشكلة رؤية كوابيس عند النوم على محتوى غريب أو محير يصعب تتبعه في أي ظروف محددة في حياة الشخص.

هل يمكن للكوابيس أن تؤثر على جودة النوم؟

يمكن أن يكون للكوابيس وخاصة المتكررة تأثير كبير على نوم الشخص، من المرجح أن يعاني المصابون باضطراب الكوابيس من انخفاض في جودة النوم ونوعيته. يمكن أن تحدث مشاكل النوم بسبب الكوابيس بعدة طرق، قد يستيقظ الذين يعانون من اضطرابات ليلية ناتجة عن القلق، مما يجعل من الصعب عليهم استرخاء عقولهم والعودة إلى النوم، قد يتسبب الخوف من رؤية كوابيس في تجنب النوم. لسوء الحظ يمكن أن يؤدي تجنب النوم بسبب الخوف من رؤية كوابيس إلى مشاكل أضخم، مما قد يؤدي إلى زيادة رؤية أحلام وكوابيس أكثر حدة، يؤدي هذا غالبًا إلى مزيد من الرغبة في تجنب النوم، مما يؤدي إلى ظهور نمط من النوم المضطرب الذي يبلغ ذروته في الأرق. قد تؤدي الكوابيس إلى تفاقم حالات الصحة العقلية التي يمكن أن تزيد من انخفاض جودة النوم، ويمكن أن يؤدي النوم غير الكافي إلى ظهور أعراض أكثر وضوحًا لحالات مثل الاكتئاب والقلق. يمكن أن يتسبب النوم غير الكافي المرتبط بالكوابيس في النعاس المفرط أثناء النهار وتغيرات الحالة المزاجية وتدهور الوظيفة الإدراكية، وكل ذلك يمكن أن يكون له تأثير سلبي كبير على أنشطة الشخص أثناء النهار ونوعية الحياة، إذا كانت الكوابيس تعيق سير حياتك بالطريقة التي تفضلها، خد خطوة فعالة الآن وقم بزيارة الطبيب المختص حتى يتمكن من علاج مشكلتك بسرعة.

ختامــــــــا:-
•نحنُ معكم دائماً حدثونا بأي وقت تريدون! ولن نخذلكم أبداً فنحن في خدمتكم علي مدار اليوم!
نتمني للوطن العربي
#نفسيه_سويه_دائمه
شكراً للجمــــــــيع ♥
 Relax Group